شخص واحد فقط، من يردد على مواقع التواصل الاجتماعي بـ (تغريدات) تدفع الطلبة بالدعوة الى مسيرات داخل الحرم المدرسي. هو فقط من أشاع أمس وما قبله بان طلاب المدرسة الفلانية يعتزمون بالخروج في مسيرة عند الساعة التاسعة صباحا، وهو فقط من نشر بيان صادر عن طلبة إحدى المدارس يدعون الى مسيرة.
وللعلم فإن هذا الشخص غير مقيم على أرض الوطن، وأبناؤه لا يدرسون في مدارسنا.. لا أتهكم عليه ولا أعيبه، ولكن أقول له اتق الله في طلبتنا. لا أفهم ماذا يراد من دفع الطلبة الى الدخول في جو سياسي داخل المدرسة يستدعي الأمر أن تنفلت أمور الأمن فيها، عندها يتأثر التحصيل التعليمي للطلاب.
هناك إجماع عند الجمعيات السياسية والقوى السياسية الفاعلة بأهمية أبعاد المدارس عن التجاذبات السياسية، خصوصا ان هناك العديد من المدارس تضم طلابا من أطياف متعددة، فالأولى المحافظة على النسيج الذي يجمع الطلبة والمحافظة على العلاقة التي تجمعهم.
نعم من حق الطلاب ان يعبروا عن رأيهم وان يشكلوا وعيهم السياسي، لا مانع من ذلك، ولكن الخوف ان تتحول ساحات المدارس الى مكان صراع يأخذ منحنيات طائفية. ربما يعتبر البعض ان تاريخ البحرين السياسي كان حافلا بنشاط طلابي مليء بالسياسة إبان الحركة القومية التي اجتاحت المنطقة العربية والتي لم تكن البحرين بمعزل عنها. صحيحة هذه الاعتبارات، ولكن كان الحراك الطلابي تحده أمور مختلفة، فالحركة القومية لم تأخذ بعدا طائفيا أو مذهبيا، أما اليوم فإن الغول الطائفي مرعب جدا، وبالتالي فإن أي تحرك طلابي قد يتحول إلى أزمة طائفية تعصف بالطلبة وهذا ما لا يرتضيه عقل عاقل.
مع قناعتي التامة بالحريات العامة والحراك السياسي السلمي إلا إنني لا ارتضي ان تكون المدارس عرضة للتجاذبات الطائفية، فحذار حذار أن يأخذ أبناؤنا الحماس دون ان تكون أمورهم محسوبة. ثقوا أن التحصيل العلمي هو الأجدى والأنفع لطلابنا، إن كنتم تخافون على المستقبل فاتركوا الطلاب وشأنهم.
الأيام 16 سبتمبر 2011