جاء الخبر كالصاعقة على رفاقه وأحبته… وفاة المناضل عبدالرحمن محمد النعيمي الساعة التاسعة صباح الخميس 1 سبتمبر/ أيلول 2011، عن عمر ناهز الـ 67 عاماً، وكنا ليلة الخميس (مساء الأربعاء) في حضرة المناضل الكبير.
عرفت المناضل عبدالرحمن النعيمي على امتداد أكثر من أربعة عقود ورافقته في مختلف مراحل النضال وساحات الكفاح، معلماً ورفيقاً وصديقاً.
عبدالرحمن محمد النعيمي نسيج لوحده، المهندس المتفوق، المناضل القائد، المثقف، الكاتب، الوطني والعروبي والأممي.
«أبوأمل» وهو القائد لا يستنكف عن القيام بمهمات أصغر المناضلين.
أبوأمل وهو المدير المسئول لدار الكنوز الأدبية يقوم بمهمات التحرير والتصحيح ومتابعة الطباعة والتوزيع.
عاش أبوأمل في أوضاع الشدة والبساطة، عرفته السجون والمعتقلات والمنافي ولم تفت في عضده أو تنال من عزيمته، أو تزحزح من إيمانه.
من على مقاعد الدراسة في الثانوية العامة، ثم في الجامعة الأميركية في بيروت، بدأ نضاله الوطني والعربي منخرطاً في حركة القوميين العرب في ستينات القرن الماضي. ومنها بدأت مسيرته النضالية التي أضاء دروبها وأسهم فيها بجهده وفكره.
تسلم مسئوليات قيادية في مسيرته النضالية، في عدد من التنظيمات الوطنية والخليجية والعربية، ومع تقلب الأزمان والظروف والمهمات ظل أبو أمل مؤمناً بقضية الإنسان تحرره وحريته وكرامته، وحرية الشعوب وتحررها، وفي القلب منها قضية فلسطين وقضية الوحدة العربية. قضية شعب البحرين وتحرر شعب عُمان، ووحدة وتحرر الخليج العربي. قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، حاضرة في كتاباته ومحاضراته وندواته، قضية الكادحين وقضية المرأة وجميع المحرومين.
مناضل جمع العلم بالعمل وجمع الفكر بالممارسة، قدم عصارة فكره في النشرات الحزبية السرية، وصحف المنظمات المناضلة وفي المنابر المتاحة، صحفاً ومحطات فضائية، مناظراً ومجادلاً وداعية.
وهو في غمرة النضال أسهم بجهده في نشر المعرفة وفتح الطريق للأصوات المناضلة والواعدة. أسس دار الحضارة الحديثة ثم دار الحقيقة برس وأخيراً دار الكنوز الأدبية، والتي نشرت المئات من النتاج الفكري والأدبي.
كل من عرفه حتى خصومه فرض احترامه عليهم فهو شريف في خصومته، وفي مسيرته الخصبة كون الكثير من الأصدقاء من مختلف البلدان والجنسيات والقوميات والانتماءات، الذين لم ينسوه قط.
في خضم النضال كان الزوج الوفي والأب الحنون. كون أسرة سعيدة متماسكة من الزوجة مريم النعيمي والأولاد أمل وخالد وسلوى ووليد وعائشة. وكان بيته حيثما حل يستقبل الأهل والرفاق والأصدقاء في كل الأزمان.
«أبوأمل» الإنسان الحاني والمناضل الصلب والرفيق الثقة والصديق الوفي.
الكلمات تعجز عن سرد سفر نضالك المثابر وحياتك الثرية نفتقدك جميعاً، أهلك، رفاقك، شعبك وأمتك.
ستظل حياتك مثالاً يقتدى وفكرك منارة للمناضلين
الكاتب : عبدالنبي العكري
صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م