ما الذي يبقى منا وبيننا يا « أبو أمل»؟
تبقى عباراتك التي تختصر تاريخاً نضالياً كتب بهامة مرفوعة حد أفق السماء، يبقى العهد والثبات على موقف الحق والعدالة، إذ كان أول الدروس في مدرستك وآخرها بين أحضان شعبنا الملتاع برغبة الانعتاق صوب الحرية.
ما الذي يبقى منا وبيننا يا «عبدالرحمن النعيمي»؟
تبقى الدهشة من فعل الصمود الأبدي للفقراء والمحرومين ممن حملت قهرهم ومعاناتهم فوق أكتافك وبين الضمير، صار حملها ثقيلاً مضنياً، وكان الحمل أيقونة الوحدة الوطنية وأنشودتك الدائمة التي طالما سعيت إليها والطائفية التي حاربتها، فالوحدة تتعمق في قاموسك بالتقاء الديمقراطيين وبناء مشروع ديمقراطي ارتكازه على مبدأ المساواة بين أبناء الشعب العربي الخليجي. لِمَ لا وأنت القائد الزعيم الملتزم الثوري الرافض دائماً وأبداً للوجود الاستعماري وللنهب والاستبداد؟
تبقى محطات السياسة والفكر سيرة نضال لقيم الحق والعدالة والمساواة والديمقراطية، يبقى صدى حراكك السياسي والفكري وإعادة نظرتك الثاقبة في التحولات الكبرى… في الشعارات الحادة… في قدسية العمل النضالي الجماعي وإنكار الذات ونقدها والشراكة النضالية بين المرأة والرجل، تبقى صياغة المواقف استناداً إلى بوصلة الثبات في دعم قضايا الأمة والشعوب العربية وعلى قمتها ثورة فلسطين المنهوبة وانتفاضات شعبها ومقاومة الكيان الصهيوني، كل هذا وذاك يبقى في مخزون الذاكرة ملهماً ونبراساً.
ما الذي يبقى منا وبيننا يا «سعيد سيف»؟
تبقى البحرين الحزينة الخضراء التي عشقتها في صباها، في جمالها وحتى في لحظة قبحها… وفي كل زمن من أزمنتها، «البحرين بحر العين» ذلك العهد السرمدي الذي قطعناه في دروب الماضي والحاضر والمستقبل، أرض دلمون الطهور… نبع النور وأصالة التاريخ. هي دوماً بيننا حتى وقت رحيلك الحزين.
ما الذي يبقى منا وبيننا يا رفيق؟
لاشيء، سوى مواقف وكتب وعبارات، لا شيء سوى رائحة الوطن يا غصن المنفى يا رفيق… لا شيء سوى التمرد عنوان الكتاب الذي قلبنا صفحاته، وتداركنا به أمورنا في كل مفصل ومنعطف ثم عدنا كي نصوغ عنوانه ومضمونه بجوهر رسالتك وخطاباتك التي قطعت بها عهداً وعملاً لقضايا الوطن والإنسان والحق، فلا كرامة للإنسان دون حرية، الحرية شارتك التي تفتح الصفحة الجديدة يا رفيق!
مخلداً في تاريخ الوطن، الرحمة لروحك الطاهرة، وبياض الدعوات يرافقك في قبر الياسمين والمشموم والمحمدي «يا نخلة باسقة من نخيل بلادي»
الكاتب: منى عباس فضل
صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م