المنشور

لا يحبون الســنة..


علينا اليوم أن نسمي الأشياء بمسمياتها – قلت رداً على سؤال ناشطة حقوقية- لا يا سيدتي السلطة في البحرين لا تحب السنة ولا تكره الشيعة.. بل تُحب الموالين وتكره المعارضين ” كالحكومات السلطوية كلها ” سلطتنا تدار بعقيلة تجارية عبقرية، تبيع وهماً أسمه تفضيل السنة ومحاباتهم فما أن تتأمل حال المناطق السنية، وأوضاع 80% من عائلاتها، فلن تجدهم بأحسن حالاً من أوضاع باقي العائلات المعترة !! وفيما عدا إيثارهم بالوظائف العسكرية زهيدة الدخل ” التي يزاحمهم عليها المجنسون والوافدون” وفتاتٌ من العطايا التي يحصلون عليها بشق الأنفس من الشيوخ، فإنهم مهضومي الحقوق ككل البحرينيين وإن كانوا الأقل تذمراً وتمرداً.. فسلطتنا يا جماعة برغماتية وليست دينية الهوى: لا تحب علي ربيعة وعبد الله جناحي ولا إبراهيم شريف ولم تكن تحب النعيمي والشملان رغم أنهم سُنة.. وتقدر وتُجّلُ جواد العريض والشيخ أحمد عصفور وعلي الصالح وعبد النبي الشعلة وغيرهم رغم أنهم شيعة أقحاح.. فسلطتنا لا تنظر للمذاهب بقدر ما تنظر لمدى مداهنة/ مصادقة/ خدمة الفرد/ الجماعة لكرسيهم ومكانتهم وسياستهم.. 

وعليه فمن في الدوار ليسوا هناك لأنهم شيعة – وإن كان أغلبهم كذلك- بل هم هناك لأنهم معارضون. ومن اعتصموا بالفاتح لم يذهبوا لأنهم سنة – وإن كان أغلبهم كذلك- بل ذهبوا لأنهم قوى موالاة. وما يفصُل بين القوتين ليس الخط الطائفي – كما تروج السلطة- بل موقفهما من الحكومة والنظام.. 

لماذا نؤكد على هذه الحقيقة اليوم ؟ 

لأدعو نفسي –وإياكم- بالتوقف منذ اليوم عن الزجّ بالمذاهب في نزاع سياسي وأدعو الجميع للتوقف عن استخدام مصطلحي “الشارع السني والشارع الشيعي” لعدم واقعيته ومهنيته، كما وأنصح السلطة أن تتوقف هي أيضاً عن امتطائه لأنها ستخسر ولن تظفر..قد يلتف ويتعاطف معها البعض في الداخل والمنطقة إن تباكت من مروق الشيعة وبعبع إيران ولكن العالم المتمدن سيرى للأمر بعداً آخر: متعلقٌ بالتمييز العرقي والاضطهاد الديني والعنصري وهو ما يرفضه العالم ويزدريه. 

ولو فلحّ التخويف لتبرير ثورة الشعوب لفلح زين العابدين لما شكا الإرهابيين ومبارك لما ألقى اللوم على الأخوان المسلمين والقذافي لما استجار بذكر تنظيم القاعدة – أكبر هواجس العالم- ليستعطفهم فلم يشتري أكاذيبه أحد ! 
لنحترم عقول بعضنا – نقول- ولننئ بالدين عن الصراع لأنه منه براء.. 
 
موقع لميس : نشر في 7 مارس 2011