المنشور

الرسالة الثامنة : ماكينة النفيش



 

ماكينة النفيش وما ينتشر عنها من نكت ودعابات، الشيشة والقدو، وجبات السمك والجباتي والكعك الذي يوزع، ومظاهر الابتهاج التي تبدو على بعض المتجمهرين في دوار اللؤلؤ.. كل تلك أمور ترصدها العيون التي ترقب من في الدوار من معتصمين وكل يراها من زاويته:
 
–   البعض يراها مظاهراً طبيعية تشبه لحد بعيد ما جرى في مصر والدول التي تشهد اعتصامات طويلة وممتدة، وأن الابتهاج الذي يظهره البعض وليد شعورهم أنهم يساهمون في التغيير وأذكر في هذا الإطار أني سمعت مصرياً في أول أيام الثورة يقول لأحدى القنوات: أشعر لأول مرة أني ذا قيمة وهدف، وأني سأكسر دورة حياة الشاب المصري الذي يولد ويعمل ليجمع أموال الشقة ثم يتزوج ويموت..!  
 
 -   بالطبع هناك فئة أخرى ترى ما يجري انتقاص من جدية الحركة ومن القضية ومن احترام الشهداء وأن تلك الممارسات تُعطي مؤاخذات للمتحاملين وتقلل من هيبة التجمع وأهدافه..
 
 
شخصياً لا أتوقع من آلاف المتجمهرين أن يجلسوا متكتفين طوال الليل والنهار وكأنهم في فصل مدرسي ! من الطبيعي أن يأكلوا ويضحكوا ويسلوا هذه الساعات الطويلة ويخففوا من توترهم بالنكتة والطرفة والدعابة..
 
ولكن هذا لا يعني أن يتحول الدوار لمنتزه أو لرحلة تخييم سيما أن عيون العالم معلقة عليهم ولا نريد لأحدً أن يركز على القشور ويترك لبّ القضية..
 
نتمنى من المنظمين التنبه وضبط المشهد وتخصيص موقع نائي – بعيد عن مركز الدوار- للمدخنين ولتوزيع الوجبات ” التي نأمل بالمناسبة التقليل منها خشية أن يزيد وزن الشباب فيعجزوا عن الفرار إن ما باغتتهم قوات الشغب” !!
 
 حرر في الساعة 3 ظهراً من اليوم الثامن للغضب..
 
بقلم لميس ضيف – نشر في موقع لميس: فبراير 22, 2011