الصمت عار، الخنوع عار، قبول الذل عار، سوف يسجل في تاريخ البحرين، عن مجزرة يوم الخميس، السابع عشر من شباط “فبراير” لعام 2011، الرابع عشر من ربيع الأول لعام 1432 هجرية، الساعة الثالثة فجراً من ذلك اليوم، المكان “دوار اللؤلؤة” في العاصمة المنامة، قد ارتكبت مجزرة دموية بحق شعب اعزل، أطفال ونساء وشباب ورجال، كانوا نائمين بسلام في الدوار، الذي أطلق عليه الناس مجددا، دوار الشهداء، بعد ان سقط فيه العديد من الشهداء والجرحى، قاموا القتلة بفعلتهم الشنيعة، دون سابق إنذار، بمعنى لم يعطوا ولا ساعة من الحوار والتحذير، قبل البدء بذلك الفعل الإجرامي، أطلقوا عليهم القنابل المسيلة للدموع ورصاص “الشوزن” والمطاطي، والرصاص الحي ، انه القتل بدم بارد، هكذا كان يتلذذ من أمر بالقتل، بالدم البشري وهو يسيل وبغزارة، ليروي العشب الأخضر في دوار اللؤلؤة “دوار الشهداء” باللون الأحمر، بالدماء الزكية الطاهرة، ليخلق انهار من الكراهية والأحقاد والطائفية في المجتمع مع انهار الدماء السائلة، لقد شاهدت الدماء على وجوه الشباب والأطفال والرجال وجثامين الشهداء الممدة في مشرحة مجمع السلمانية الطبي، سمعت صرخات وانين النساء والبكاء على الشهداء والجرحى من الذين كانوا متواجدين في المستشفى.
ان القتلة لا يتذكرون ولا يتعلمون من التجارب الماضية والحاضرة القريبة والبعيدة، كيف تنهض الشعوب المضطهدة ضد جلاديها من الحكام المستبدين، عندما تدق الساعة.
إنهم فرحون بنشر المدرعات العسكرية حول دوار اللؤلؤة، وترفرف عليها أعلام البحرين، وكأنهم انتصروا على العدو الأجنبي أو المحتل، الا تعرفوا أنها الحرب الظالمة ضد شعب اعزل، الا يعرفوا انهم عمقوا من الطائفية البغيضة في المجتمع.
يتساءل المرء، هل يريدون أن يحكموا على جثث الناس وصرخات المقهورين والمظلومين.
كفى كذب ومماطلة، من يتغنى بالإصلاح، عليه القيام بإصلاحات حقيقية في المجتمع، حتى لا يتحول الإصلاح السياسي إلى أكذوبة في الحياة العامة، الديمقراطية لا يمكن ان تتجزأ، وحقوق المواطن، لا تعطى بالتقسيط.
عليكم ان تعرفوا بان إرادة الشعوب لا تقهر.