المنشور

الرسالة الأولى: يوم الغدر الأكبر.. ورسائل أخرى


عندما انسحبت قوات الأمن في 15 فبراير وأخلت ساحة اللؤلؤ للمتظاهرين – بعد أن كانت قد أطبقت قبضتها عليه ومنعت الحشود من الوقوف فيه ناهيك عن  الجلوس.. ظننا أن الخطوة نابعة من الإيمان بحق التعبير وأن درس مصر في فشل القمع للتظاهرات قد أثمر.. وعندما خرج الملك ووزير الداخلية ليبدون كل تعاطف مع الضحايا قلنا أن الأمر سيحل سريعا بوجود النوايا الطيبة حتى أتضح أن الأمر مجرد ” فخ ” ليأمن الناس ويتجمع أكبر عدد منهم ليضربوا على غدر وهم نيام.. أسئلة يجب أن يسألها كل ذي ضمير لنفسه :

·     لماذا بدء الهجوم في الثالثة فجراً ؟ لماذا لم يبدؤوه منتصف الليل والناس مستيقظون ولماذا لم يرجئوه للصباح ؟ هل من الحصافة والمروءة مباغتته الناس والهجوم على نساء وشيوخ وأطفال دون سابق إنذار !!
 
·     إن كانت تفرقة المجاميع – لا الانتقام- هو هدف النظام.. فلماذا لم يتم فتح المجال للناس للهرب والاكتفاء بمسيل الدموع والقنابل الصوتية التي كانت كفيلة بتفريقهم ؟!

إن ما جرى من تطويقً لناس عزّل ذنبهم الوحيد أنهم عبروا عن أنفسهم ومنعهم من الهروب ومطاردتهم وإمطارهم بالرصاص وعدم السماح لهم حتى بلملمة أطفالهم؛ لهو عمل جبان..لا يليق بدولة تحترم نفسها وشعبها وحق لنا أن نسمى هذا اليوم بيوم الغدر الأكبر..
 
الساعة 1 من ظهر يوم الغدر 2011


الرسالة الثانية: أهل الشيمة والشتيمة


السؤال هنا موجه للشامتين والمهللين ما يجري: هل لو كانت تلك الأحداث –ذاتها- وقعت في دولة أخرى ولشعب آخر أكنتم ستفرحون ولن تبكون ؟ لو سمعتم أن نظاماً آخر، في دولة أخرى، استعان بمرتزقة أجانب ليدهسوا متظاهرين لا يملكون بندقية ولا سكيناً كل ذنبهم أنهم فقراء يشعرون بالظلم ويطلبون الحرية والحياة الكريمة، ثم سمعتم كيف منعوا عنهم العلاج وانتهكوا حرمة المستشفيات وضربوا الأطباء وسحبوا الجرحى من فراش العلاج ولم يفرقوا في ذلك بين طفل وامرأة ومسن بوحشية انتقامية مسعورة، أكنتم ستشعرون بهذه الغبطة والسعادة !!
لا نكاد نصدق أن مسلمين ، يتقاسمون الأرض ذاتها، يعرفون ما يقاسية هؤلاء من مرارة وشظف العيش ” وكثير من الشامتين للأسف يعانون المثل !!” ويعرفون كم يتعرض هؤلاء للتمييز والتهميش، ويعوون- تماماً – أن مطالبهم سيعم خيرها على الجميع، ومع ذلك لا ترق قلوبهم ويرضون بهذا الظلم ويجرحون الضمائر الحية بشماتتهم واستهانتهم بما حدث..!!
 
أن من تعاطف مع محمد الدرة والبوعزيزي واحمد سعيد وضحايا كنيسة الاسكندرية لم يسأل عن مذاهبهم ولا عن دينهم وتدينهم .. فالبشر وذوي المبادئ يتألمون لإخوانهم في الإنسانية فما بالكم بإخوانهم في الدين وجيرانهم في الأرض..

أن من يفعل ذلك ويشجع النظام على التمادي في غيه وظلمة لا يحب النظام ولا يحب البلد كما يظن ويدعي بل يحب نفسه.. ويريد أن يستنفع من الوضع ويجهل أننا في مركب واحد، وان المتاجر بظلم الناس خاسر..!

لأهل الشيمة من ذوي العقول والمبادئ نقول: الذين لا يخشون في الله لومه لائم فنقول: اليوم يومكم، ولو بكلمة حق..

وللقلة المتجردة من الضمير والمبدأ نقول: لا تخافوا الله فيهم.. خافوا الله في أنفسكم.. فالظلم ظلمات ” وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم”
http://forum.shabir.tv/index.php?page=topic&show=1&id=13100
مقطع فيديو يبين التسلل الآثم للقوات لمهاجمة النائمين ومنعهم من الهروب


الرسالة لثالثة : مهزلة تلفزيون العين الواحدة


قبل قليل بث تلفزيون العين الواحدة – عفواً تلفزيون البحرين- تقريرا عن أحداث مجزرة الثالثة فجرا، ورغم أنه طُبخ على مهل إلا أن ثغراته كالعادة كانت أكبر من أن تخيل على عاقل !!

-     يزعم التقرير أنهم وجدوا في الموقع مسدسات وذخائر حية ” وقد كانت الناطقة باسم الداخلية سميرة رجب قد ادعت أنهم وجدوا قنابل ملتوف هناك ولكن يبدو أن تنسيق الرواية لم يكن موفقاً ” فإن كان هناك مسدسات كالتي أريتمونا إياها بعد أن استوليتم على الموقع بساعات ” لاحظوا” فلماذا لم يستخدمها أحد ضدكم ؟! لماذا يحوز أحد مسدساً إن كان ينوي ترككم تفتكون به وبمن معه، – لا- ويتركه لكم في أيضاً كحجة تخدمكم  !!
 
أظهر التقرير المزعوم وجود سيوف وسكاكين ” بالمناسبة السكاكين جديدة وأعتقد أنها من بضاعة رامز” وفي حين أظهرت عشرات مقاطع الفيديو المتظاهرين الفزعين وهم يتراكضون لم يظهر شريط واحد – بما فيه شريط الداخلية الذي مُنتج في 10 ساعات – صور ضرب المحتجين للشرطة..

-     التقرير أظهر شرطة يمنيين مصابين بشج في الرأس – حسناً- فلنفترض أن أحدهم قذف هؤلاء بحجر كيف آذاهم هكذا وهم يلبسون خوذات متينة حتى الرصاص عاجز عن اختراقها !!

-      بالطبع لتكتمل مسرحية السيف بُثت صورة عسكري وقد شق بطنه بالسيف والسؤال هنا: كيف لأحد أن يقترب بسيف ويشق بطن عسكري يحمل بندقية في يده !! لو كان الجرح من الظهر لصدقنا ولكن سيناريو ” زليخة ويوسف” هذا لا يخيل على أحد !!

بالطبع لم نكن نتوقع أن تخرج قوات الأمن وتعترف بالمجزرة.. وتوقعنا أن ترسل بلطجيتها ومخططيها لتزييف مواقف ومشاهد يرفضها المنطق لا تختلف حقاً عن تلك التي فبركها الإعلام المصري ! الحقيقة صارخة: ما تم اليوم اعتداء وحشي على مجموعة عزّل آمنين تحت جنح الليل.. أكذبوا بقدر ما تشاءون، فالشمس لا تحجب بغربال !
 
الساعة 4.30 من عصر يوم الغدر 2011


موقع لميس  17 فبراير 2011