المنشور

رقصٌ داخِلَ الجسد


  
  
  


 



  
  





رقصٌ داخِلَ الجسد 
 



مِثلَ فَراشَاتٍ بَهيةٍ







تَتَهادَى في الريحِ
تُحَاوِرُ البَحْرَ
بِلغةٍ طَريةٍ تُغَازِلُهَا فَيروزُ الشَوَاطِئِ
تَقتَنِصُ الفَرحَ الغَائِبَ
في مَخبأٍ نَائمٍ فِي نَفَقِ القَلبِ
ارقُصُوا ….
ارقُصُوا يا آخِرَ العُشَّاقِ
ارقصُوا مِثلَ “زوربا”
وهُو يَعْبُرُ غُربَتَهُ الكَونِيّةَ
فَالرقصُ رَياضةُ الحَزانَى
ارقصُوا دَاخِلَ أجْسَادِكُمْ
ارقُصُوا خَارِجَهَا
سَيَستَحيِلُ الحُزنُ رَماداً
أو رُبَّما بُرتُقالةً
أو رُبَما سَمَاءً تُطلِينَا بِرَحمَتِهَا
ليُصِبحَ المَدَى أزرَقَ
القَلبُ أخْضرَ
الحُلمُ بَنَفسَجِياً
وتَسْقُطُ نَظَّارتي مِن أرنَبَةِ أَنْفِي
مَعَها يَسقُطُ الغمُّ
غَميّ ضَفَادعُ مَجنُونَةٌ
 تَتَقافزُ فِي دَمِي
تؤجِّجهُ تَلاوِينُ المُحِيطاتِ
خِفافاً تَذرُعُهُ الصَحَارَى
تَقطَعُهُ المَسَافَاتُ
أُحجيةٌ كالفَانتَازْيا
حَبلُهُ طويلُ .. مُمِلٌّ
كَحِكاياتِ ألفِ ليلةٍ وليلةْ
 
***
 
سَألبسُ هَذِهِ الليلَةَ رِدَاءَ الغِوايةِ
أرقصُ مُنفَسِخاً عَن جَسَدِي
فَربَّما يَهجَعُ بُرْكَانِيَ المَمْسوسُ قَليِلاً
تَتَفتَّحُ في دَاخِلي قُرُنفُلةٌ
وأسَمَاكٌ غَجريةٌ
ورَبُما طَحَالبُ تُعَالجُ حَظَّيَ المَلعُونْ
سَأرقُصُ
فَربما يَتسَرَّبُ الحُزنُ مِنِّي
حَتَى أغَيبَ
أَغَيبَ عَنَّي
مَا أغرَبَ الحُزْنَ عِندمَا يَمتَطِي جَمَلاً
مَا أقسَاهُ حِينَ يَسْتَعْصِي عَلَى التَرجَمةْ
عِندمَا يَرجُمُني بحِجَارة صَنَعتهَا يَدَاي
يَسْحَقُنِي بِالنَدمْ
مَا أشرَسَ الألمْ
وهو يَحشُرُ القَلبَ فِي فَتحَةِ إِبرةٍ
يَأبَى أنْ يَخْرُجَ
تَخفقُ فِي إزَالتِهِ شِطَارةُ السَحَرةَ
وتَعَاوِيذُ العَراّفِينِ والكَهَنةُ
حتى جُنوَن ِالقلمْ
 
***
 
سَأرقُصُ
نَسْتَمرُ فِي الرَقْصِ مَعَاً
نَحْلُمُ
نَحْلُمُ أن يُزهِرَ المُستَحِيَلُ خُيُولاً
وسَماءً تَهطِلُ غَيثاً أخضَرَ 
 






الشاعر عبدالحميد القائد
 11 سبتمبر 2010