في لقاءاتي مع أهالي المنطقة في المنامة، أثناء الإعداد للحملة الانتخابية، اخترت في إحدى الليالي، عنوانا لمحاضرتي «ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف»، لقي استحساناً من الحضور، تحدثت عن أهمية هذا الموضوع في حياتنا اليومية، كما هو الحال في السياسية والثقافة وفي المجتمع، الظاهرة الماثلة أمامنا، بأن هناك وعياً لدى قطاعات واسعة في المجتمع بدأ يتشكل أو يتأسس وإن كان ببطء، ولكنه سوف يأتي بثماره في المستقبل، حيث لم يعد مقبولاً لدى الناس وتحديداً جيل الشباب، بأن تملى عليهم أفكار ورؤى وإرادات غير مقتنعين بها، وكأنها مسلمات لا بد من الالتزام بها، جيل يطلع على ثقافات وأفكار مختلفة من خلال الانترنت، ويعيش في وسط ثورة المعلومات وما تخترعه كل ثانية، في عالم كوني تقربت فيه المسافات بفضل الثورة التكنولوجية وإبداعاتها الخلاقة، لا يمكن أن تسود أفكار التسلط والترهيب والترغيب، مهما امتلكت من إمكانيات وقدرات، تجارب العديد من الشعوب والبلدان في العالم الثالث ومنها البلدان العربية والاسلامية، تشير إلى المآسي والمعاناة التي قاستها في ظل أنظمة وأحزاب شمولية ودكتاتورية ومصادرة الديمقراطية والحريات العامة، لهذا تكمن أهمية انتشار ثقافة التعدد والتنوع والاختلاف، بمعنى الإيمان الحقيقي بالديمقراطية ومبادئها الأساسية، دون ذلك، فإن المرء يكرس فكر التسلط والقمع ومصادرة الرأي وحق التعبير والتنظيم، والإلغاء وإقصاء الآخر المختلف في المجتمع، فالمجتمع الحي والنابض بالحياة، لا يمكن أن يتطور ويتقدم، إذا لم تتفتح كل الألوان والورود في حديقته الواسعة، وتعطي منظراً جميلاً ورائعاً، تفوح منها روائح معطرة.
السؤال هنا: من القوى القادرة الاضطلاع بهذه المهمة الكبرى، حيث لابد من توفر شروط وعناصر النجاح، في واقع عربي تسود فيه أفكار التعصب والتخلف والجهل، ومن ما يساعد على انتشارها، الفقر والبؤس والحرمان من العيش حياة إنسانية كريمة لفئات واسعة من الشعوب العربية، هذا الواقع يشكل أرضا خصبة لقوى التطرف والارهاب، ولغياب الديمقراطية والحريات العامة في العديد من البلدان العربية، ولا توجد دراسات وأبحاث علمية تدرس تلك الظواهر والمتغيرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت خلال العقدين الآخرين، وانحسار نفوذ القوى القومية والتقدمية العربية، وصعود قوى الاسلام الساسي لاسباب عدة، من ما كرس لترسيخ فكرة واحدة احادية في المجتمع، أصبحت ثقافة الامر الواقع، تعاطي معها البعض كمسلمات لا يستطيع نقدها او مجادلتها، وبسبب رفع البعض من تلك القوى شعارات ثورية كانت ترفعها في السابق القوى القومية والديمقراطية، برغم الاهداف المختلفة، تختلف معها في مفهوم الدولة، قوى الاسلام السياسي، تريد قيام الدولة الدينية وتشريعاتها وقوانينها، قوى الحداثة والديمقراطية، تريد قيام الدولة المدنية العصرية. لهذا القيم والمبادئ والاهداف مختلفة بين الطرفين. لهذا على القوى الديمقراطية والتقدمية في أي بلد عربي ان تحدد خياراتها وبوضوح لكي لا تفقد ما تبقى لها من بصيص أمل، لتغيرالواقع العربي المرير نحو آفاق مستقبلية أفضل.
هل يؤسس لواقع سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي مختلف قائم على التعددية الفكرية والثقافية، تحترم فيه الآراء والأفكار المتنوعة، كحق من حقوق الإنسان، وتترسخ فيه بدايات صحيحة لبناء الديمقراطية الحقيقة في المجتمع.
صحيفة الايام
3 ديسمبر 2010
السؤال هنا: من القوى القادرة الاضطلاع بهذه المهمة الكبرى، حيث لابد من توفر شروط وعناصر النجاح، في واقع عربي تسود فيه أفكار التعصب والتخلف والجهل، ومن ما يساعد على انتشارها، الفقر والبؤس والحرمان من العيش حياة إنسانية كريمة لفئات واسعة من الشعوب العربية، هذا الواقع يشكل أرضا خصبة لقوى التطرف والارهاب، ولغياب الديمقراطية والحريات العامة في العديد من البلدان العربية، ولا توجد دراسات وأبحاث علمية تدرس تلك الظواهر والمتغيرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت خلال العقدين الآخرين، وانحسار نفوذ القوى القومية والتقدمية العربية، وصعود قوى الاسلام الساسي لاسباب عدة، من ما كرس لترسيخ فكرة واحدة احادية في المجتمع، أصبحت ثقافة الامر الواقع، تعاطي معها البعض كمسلمات لا يستطيع نقدها او مجادلتها، وبسبب رفع البعض من تلك القوى شعارات ثورية كانت ترفعها في السابق القوى القومية والديمقراطية، برغم الاهداف المختلفة، تختلف معها في مفهوم الدولة، قوى الاسلام السياسي، تريد قيام الدولة الدينية وتشريعاتها وقوانينها، قوى الحداثة والديمقراطية، تريد قيام الدولة المدنية العصرية. لهذا القيم والمبادئ والاهداف مختلفة بين الطرفين. لهذا على القوى الديمقراطية والتقدمية في أي بلد عربي ان تحدد خياراتها وبوضوح لكي لا تفقد ما تبقى لها من بصيص أمل، لتغيرالواقع العربي المرير نحو آفاق مستقبلية أفضل.
هل يؤسس لواقع سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي مختلف قائم على التعددية الفكرية والثقافية، تحترم فيه الآراء والأفكار المتنوعة، كحق من حقوق الإنسان، وتترسخ فيه بدايات صحيحة لبناء الديمقراطية الحقيقة في المجتمع.
صحيفة الايام
3 ديسمبر 2010