المنشور

فاطمة سلمان في «التقدمي»


قبل أن يكرمها الشخصية الوطنية المرموقة المحامي والأديب أحمد الشملان، الرئيس الفخري للمنبر التقدمي، في اللقاء الودي المفعم بالأمل، الذي أقامه لها المنبر التقدمي، احتفاء بفوزها، تحدثت فاطمة سلمان للحضور بكلمات شديدة العفوية والبساطة لكنها عميقة التعبير.

قالت إن إذاعة مونتي كارلو اتصلت بها بعيد فوزها لإجراء حوار معها، فسألها المذيع بداية: هل أنت سنية أو شيعية، فردت عليه بحزم: أنا بحرينية، قبل أن تضيف: إذا كانت بقية أسئلتك على هذا المنوال فلننهي المقابلة.

بهذه الكلمات البسيطة، المعبرة تقدم السيدة فاطمة سلمان الفائزة بعضوية المجلس البلدي في المحرق درساً بليغاً لجميع الطائفيين في البحرين من مختلف الملل، كأنها تعيد لنا ولذاكرتنا صورة البحرين الجميلة الأليفة التي فقدناها، بعد أن طغى زعماء الطوائف على المشهد السياسي في البلاد، فصار شغلهم الشاغل هو التحشيد الطائفي، والتباهي بتمثيل الطائفة، لا تمثيل الوطن، والشعب كاملاً.

فاطمة سلمان ابنة المحرق التي تحمل في حديثها وعقلها وسلوكها العام روح المحرق، على نحو ما تحدثنا في هذه الزاوية منذ أيام قليلة، بدت، بعفويتها، أنضج فكراً وأبعد نظراً، من جمعيات بكاملها نصبت نفسها وصية على أفكار الناس وضمائرهم.

ومن حديثها المعبر أمام حشد من أعضاء وعضوات المنبر التقدمي، وأصدقائه وصديقاته، فهمنا انه نالها أثناء حملتها الانتخابية ما نال كل المرشحين الوطنيين الغيورين على هذا الوطن، والمنحازين لمصالح جميع أبنائه، من تشويه وتعريض شخصي ومحاصرة، لكن ذلك لم يثن هذه المرأة المثابرة والجريئة عن المضي في طريقها حتى نالت الفوز معتمدة على محبة الناس البسطاء وثقتهم الكبيرة في صدقها وإخلاصها.

قالت إنها خاضت حملتها الانتخابية بإمكانيات مالية متواضعة، وتحدثت عن امرأة، فقيرة كبيرة في السن تبرعت لها بحصيلة عمرها، التي لا تزيد عن المائة دينار بحريني إلا قليلا وهي تقول لها: «هذا المبلغ تبرع عشان عكوسك»، وقصدها بذلك ملصقات وصور فاطمة في الحملة الانتخابية.

كما تحدثت عن كيف صدّ الناس، والنساء خاصة، حملة التعريض التي خاضتها بعض الجمعيات والفئات ضدها، بهدف تحطيم صورتها، ومنع فوزها، لأن لدى هؤلاء عداوة مع المرأة، ويغيظهم أن يروها في موقع قرار أو مسؤولية، مع أن ما أظهرته فاطمة سلمان، وهي تتحدث مساء أمس الأول في المنبر التقدمي، يؤكد ان هذه المرأة قادرة على أن تقدم ما عجز الرجال عن تقديمه.

في لقاء مع إذاعة البحرين حول ما كتبته هنا بعنوان:« من المحرق أتى التغيير»، قلت إن مسؤولية المجتمع والدولة إظهار كافة أشكال الدعم والمؤازرة لهذه المرأة الدءوبة لتنجح في مهمتها القادمة، كما نجحت في ميادين العمل التطوعي التي انخرطت فيها في الفترات السابقة.

نقول ذلك لأننا نعرف أن هناك من سيسعى لإعاقتها في انجاز ما ترمي إليه، وهي تحدثت في لقائها بالمنبر التقدمي بمرارة، عن المكائد التي جرت في أولى جلسات المجلس البلدي بالمحرق لاختيار رئيس ونائب رئيس المجلس، معبرة عن صدمتها مما جرى، ولكنها، بالمقابل، أكدت أن ما من شيء سيضعف همتها وعزمها في تحقيق ما وعدت به ناخبيها.
 
صحيفة الايام
13 نوفمبر 2010