اشتدت حرارة المنافسة مع قرب موعد الاقتراع وإجراء الانتخابات النيابية والبلدية، فمع إعلان جلالة الملك في يوم السبت الموافق 8-8-2010 عن موعد إجراء الانتخابات البلدية والنيابية في 23 أكتوبر الجاري، اشتدت المنافسة بين المرشحين، فكل مرشح يود أن يقدم أقصى ما عنده من أجل كسب أعلى عدد أصوات الناخبين، فكل مرشح قد رصد ميزانية لحملته الانتخابية مقسمة على الدعاية الانتخابية والمقر الانتخابي وملحقاته بالإضافة للأمور الأخرى كتوفير وسائل المواصلات والاتصالات التي يحتاجها أثناء الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع، ولكن بعض المرشحين في هذه الانتخابات قد رصد ميزانية أعلى بكثير من ميزانية الاستعداد لانتخابات 2006 وخصوصاً النواب الحاليين والذين يودون إعادة ترشيحهم للانتخابات القادمة 2010، كل ذلك يكمن ويعتمد على نفسية الناخب فتارة يكون المرشح الذي يود أن يرشح نفسه ولم يحالفه الفوز في الانتخابات السابقة ان يفعل دعاية مغايرة ويبذل جهد مختلف على ما فعله في الانتخابات السابقة ولعله ينجح في الانتخابات المقبلة وتارة أخرى نرى المرشح الفائز بمقعد بالمجلس النيابي في الانتخابات السابقة ويود أن يرشح نفسه مرة أخرى ليحافظ على بقائه والتمديد لنفسه معلناً ولاية ثانية او ثالثة، وهكذا تكون الانتخابات القادمة صعبة بالنسبة إليه خصوصاً المرشحين الذين يودون ترشيح أنفسهم مرة أخرى بعدما كانوا نواباً في البرلمان لأنهم سيبذلون جهداً أكبر في أقناع الناخبين الذين لم يرضيهم أداء المجلس خلال الفصلين التشريعين الماضيين.
لقد أصبح الناخب على وعي تام وخصوصاً بعد مرور فصلين تشريعين اي بعد تجربتان ويقول المثل بأن (الثالثة ثابته) وعلى يقين بأن المرشح الأكفأ يجب ان يصل إلى تشكيلة المجلس المرتقب كما يجب ان يتحلى بصفات عدة مثل الشعار الذي اطلقته اللجنة العليا المشرفة على سلامة الانتخاب يجب ان يتحلى المرشح بالوطنية، الأخلاق، الكفاءة، وان التشكيلة الطائفية للمجلس المنتهية ولايته قد اثبت بأنه قد حان وقت التغيير وطبعاً التغيير للأفضل.
لم يكن أداء النواب في المجلس السابق بالأداء المرضي بالنسبة لشريحة كبيرة من الناخبين وبالأخص النواب الذين كانت شعاراتهم رنانة أيام حملاتهم الانتخابية، فقد كانت براقة حينها وسرعان ما اختفت حالا بعد غلق صندوق الاقتراع و ظهور نتائج الانتخابات الماضية، ولا ننسى أداء الكتل النيابية المخيب للآمال، واللوم الأكثر يقع على الكتلة المحسوبة على المعارضة التي عشـَمت مناصريها وجعلتهم يعيشون أحلامهم الوردية وأعطت الناخبين القمر في يد والشمس في اليد الأخرى على حساب أنها ستسعى لطرح إصلاحات في النظام الدستوري في المملكة ولكن مع آخر يوم من عمر المجلس لم نرى سوى التراشق الطائفي مع بقية الكتل لحفظ ماء الوجه أمام الناخبين ويقولون بأن أداء المجلس عندما دخلت المعارضة كان أفضل من دورته السابقة، كانوا يوهمون أنفسهم بأدائهم الغير مرضي فقد ظلت الصبغة الطائفية طاغية طوال عمر المجلس في الفصل التشريعي الثاني إلى حين انفضاض دور الانعقاد فأن هنالك عدة ملفات ظلت عالقة وتم ترحيلها إلى الفصل التشريعي الثالث!!! كل ذلك بسبب ان أكثر النواب في المجلس كانوا ينظرون في طريقة حل القضايا بأسلوب طائفي والمواطن المسكين كان ينتظر وينتظر وينتظر لحين مل ومات من الانتظار!!!
لم تعد ما يسمى بالكتلة الإيمانية تنفع في الانتخابات القادمة أو ما يسمى بالفتاوى التكفيرية التي كانت تلعب دوراً مهماً وبارزاً في الانتخابات الماضية وأن الناخبين على وعي تام بأن تلك الفتاوى أودت بنا إلى طريق مظلم ومسدود، فقد أوصلت مرشحين لم يكونوا ذو كفاءة فالبعض منهم وجوده وعدمه يعتبر واحد، فتلك الفتاوى هي التي أقرت استقطاع ال1% من جميع أبناء الشعب العامل المسكين، وبتلك الفتاوى تم أقرار حساب متوسط خمس سنوات للراتب التقاعدي، وبتلك الفتاوى تم هضم حقوق المرأة وعدم أقرار قانون ينظم الأحكام الأسرية، لقد أدت تلك الفتاوى التي كانت تصدر على مرأى ومسمع الناخبين إلى تشتت وضياع شعار الوحدة الوطنية التي كان يجب ان يتحلى بها النواب، وإن الأمانة التي حملوها على عاتقهم وهي أصوات الناخبين في الانتخابات السابقة قد خذلوها بطفأنتهم لبعض المواضيع التي لولاها لحصل المواطنين على أحلامهم من المقترحات التي طُرحت في المجلس سواء بقانون او برغبة، ولكن للأسف لم ترى النور وظلت حبر مكتوب على ورق حتى ذهبت أدراج الرياح والتي أهمها قانون العمل في القطاع الأهلي الجديد الذي أصبح يجول بين مجلسي الشورى و النواب من غير البت فيه وتعديل مواده والعمل بها مع انه يمس الطبقة الكادحة أي مجمل شعب البحرين تقريباً.
يجب بعد تشكيل المجلس القادم أن يتم حلحلة المواضيع العالقة والبدء بالأهم ثم المهم لأنها تمس جميع المواطنين طبعاً بعد الصراع الذي سيكون في يوم الاقتراع!!!
لا صوت يعلو صوت المعركة فصوتك أخي الناخب أمانة أعطه لمن يستحق، ليس لمن يقدم الرشاوى بمختلف أشكالها، إنما بكفاءة الشخص الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية طرح قضاياك واحتياجاتك المعيشية، فدع شعار “من أجل غداً أفضل” حاضراً ساعة الاقتراع فتذكر هنالك أجيالا مستقبلية ستبني وطناً حراً وشعب سعيد.