جيد أن يتدافع المترشحون للانتخابات النيابية والبلدية، خاصة منهم مرشحو الجمعيات السياسية، على التوقيع على ميثاق الشرف الذي يشكر الأخوة في جمعية الشفافية على طرحه، فذلك يساهم في التأسيس لتقاليد وأعراف سليمة في العملية الانتخابية وفي تقاليد خوض المنافسة بين المترشحين.
لكن الأهم من ذلك أن يلتزم هؤلاء الموقعون، والفرق الانتخابية التي تعمل تحت أمرتهم وتوجيههم، في الممارسة، على ما وقعوا عليه، من أجل إظهار صدقية هذا التوقيع أولاً، وثانياً من أجل الدفع في اتجاه ان تكون المعركة الانتخابية معركة برامج، يظهر فيها كل مرشح جدية برنامجه وكفاءته في تنفيذ هذا البرنامج، لا معركة تعريض وتجريح بالأشخاص.
ينص ميثاق الشرف الذي وقعنا عليه على نبذ التحريض والطعن بالمرشحين الآخرين، والامتناع عن التشهير والقذف والشتم والابتعاد عن إثارة النعرات الطائفية والقبلية وغيرها، وعدم استغلال المشاعر الدينية وعدم الإساءة للأديان، كما ينص على الالتزام بعدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط أو التخوين أو التكفير أو العنف.
كما ينص على عدم التعرض للحملة الانتخابية للغير سواء كان ذلك بالتخريب او بالتمزيق وغير ذلك من الممارسات التي تخل بأخلاق المنافسة الانتخابية النزيهة، كما يتضمن الميثاق بنوداً أخرى مهمة تصب في المجرى ذاته.
للأسف الشديد لا تسير الحملة الانتخابية في الكثير من الدوائر وفق هذه البنود، ولن نتوقف كثيراً عند تخريب اليافطات الإعلانية للمرشحين أو سحبها، فهي ممارسة يراها الناس كل يوم مرأى العين، وهي لا تعكس الا خوف من يقوم بها من قوة منافسيه.
ولكن تهمنا الإشارة هنا الى حملات التشهير المتعمد التي يشنها البعض ضد المرشحين الوطنيين، والتي شهدنا صوراً لها في الدائرتين السابعة والثامنة بالمحافظة الشمالية (مدينة حمد)، ومنها الدعاية التي يجري نشرها الآن بأن هؤلاء المرشحين الوطنيين في حال فوزهم سيقومون باغلاق المآتم.
آية المؤمن هي الصدق وعدم الكذب أو طعن الآخرين من الخلف، ونتمنى من مروجي هذه الأباطيل أن تكون لديهم الشجاعة والكفاءة في مواجهة الحجة بالحجة والبرنامج الانتخابي بالبرنامج المقابل، أما أن يلجؤوا لتضليل الناس بالافتراء، فهذا أمر لا يتسق وشروط الاستقامة الدينية التي يحاول البعض احتكارها لنفسه.
وفات من يفعل ذلك أن الناس، من خلال التجربة في الفصلين التشريعيين السابقين، باتوا واعين ومدركين لما يجب ان يتوفر عليه النواب القادمون من حرص على مصالح الناس، ومن كفاءة وخبرة سياسية، ومصداقية شخصية، وهذا ما يفسر الالتفاف المتزايد يوماً عن يوم خلف برنامجنا الانتخابي الوطني الذي يشق طريقه الى الأمام نحو النجاح.
حبل الكذب قصير، أقصر مما يتصور البعض، ولم يعد ممكناً تضليل الناس.