مفهوم التغيير يختلف من بلد لآخر بحسب ظروف كل بلد وبحسب حاجات كل مجتمع يتطلع إلى تغيير يواكب تطلعاته المستقبلية التي تحسن من أوضاعه.
ولو نظرنا إلى ماذا تريد المرأة في البحرين فتطلعاتها قد لا تختلف كثيراً عن أخيها الرجل وذلك فيما يتعلق بالقضايا التي توحد الصف الوطني لكن مع إضافة القضايا المتعلقة بتحسين قوانين المرأة وهي قضايا ليست بجديدة على الساحة المحلية ولكنها ظلت وبقت مطلباً نسائياً قديماً لأن تعديلها وتطويرها بإمكانه أن يحقق التكافؤ والتمكين الاجتماعي والاقتصادي الذي تبحث عنه غالبية نساء البحرين.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن المرأة بإمكانها أن تحدث تغييراً لو أن الدولة والمجتمع كانا أكثر وضوحاً وصراحة بأن مشكلة المرأة في البحرين ليست في التصويت أو الترشيح؛ أي أن غرس فكرة «المرأة عدوة المرأة» هو كلام ليس بدقيق مع المشهد السياسي البحريني وإنما العدو الحقيقي لفوز برلمانيات يحققن الأهداف المرجوة للمرأة البحرينية هي عدة عوامل من أهمها المراكز العامة، وهو كلام أشارت إليه العديد من المترشحات من بينهن منيرة فخرو في يوم افتتاح خيمتها؛ إذ إن هذا الاختراع البحريني المبتكر يستطيع أن يلعب دوراً ضاغطاً في فوز وخسارة أي مترشح أو مترشحة، وهذا ما أثبتته تجربة انتخابات 2002 و2006.
كما أن الحملة الحالية التي تحمل عنواناً يقول «حطي الكسرة وغيري» هي حملة لا بأس بها ولكن علينا أن نغير عنوان هذه الحملة بآخر يقول «حطي الكسرة… واكسري الخوف». فالتغير هنا لا يقتصر على مشاركة البحرينية بقدر أن المرأة تعيش حاجز خوف من الموروثات الاجتماعية وأخرى سياسية وهذا لن يتغير إلا بكسر حاجز الخوف.
ولو استطاعت المرأة البحرينية مع أخيها الرجل كسر حاجز الخوف الذي نتحدث عنه فإن احتمال فوز نساء هدفهن تحقيق تطلعات المرأة البحرينية من أمثال المترشحة منيرة فخرو أو مريم الرويعي (صاحبة الباع الطويل في المعل المطلبي السياسي) سيكون وارداً وكبيراً، وإلا فإن نضال المرأة البحرينية سيبقى أسير تراجع الحركة المجتمعية، أو ربما مصالح سياسية لا تريد نساء من صاحبات الصوت العالي، بل تريد – هذه المصالح – نساء ولكن ليس أكثر من صورة جميلة تكمل بها البرلمان.
الوسط 4 أكتوبر2010