تــــــــــــــــراءى…!
(إلى جمال عمران وأحمد الفاتح)
ســلامٌ على من جُرحُه صار بلسمـا على من سقى طوعاً ظماء الحمى دما
ســلامٌ على البدر ِالمنوّر ِفي الدجى يـبـث شعـاع َالـفـكـر ِوالـفـعـل ِمُلهـِمـا
ســلامٌ على من صان قـلـباً وقـالـبـاً ومن عـاش بـالإشـراق دومـاً مُـتـَيــّما
يموت الفتى بالقهـرأو حتـف أنـفــه ويـُبـقــيـه حــيـّـــاً مـا أفـاض وقــدّمــا
فأعـمـالـنـا مثـل الجـذور إذا نـَمــَت تـعـاهـدهـا الإخـلاص غـصـنـاً وبرعما
وحسب الفتى عـند الحـيـاة مـروءة ومن بـعـد تـرحـال الـمـمـات وقـد سما
صـديـقـاي هـذا يـوم ذكراكـما مـعـاً جـرت حـسرات الـقـلـب بالـفـقـد ِعَندما
حـبـيـبـاي والصـبـرالجميل بعـهـدنا جـديـدٌ عـلـى طـبـع الـمـحـبــّيـن دائـمـا
رفـيـقـاي والأرض التي مـن ترابها نـشـأنـا وشعـبٌ لـلـنـضـال اصطـفـاكما
وحـزبٌ لـه الـتـحـريـرُ جـذرٌ ومنهج ٌ ومـنـبـرنـا الـمـحـفــور درســاً تـراكـما
يعـيشـون ذكرى كل صُلـب ٍو واهـب ٍ يـجـود بـمـا يـسـطـيع في ساحة الحمى
أبـثــكـما شـجـوالـنـخـيــل وبـحـرنـا لأشـكـو فـســاد الـمُـفـقـريــن إلـيـكـمـا
تــلاقـف أيـام الـطـفـيــلـي فــرصــة ونـصـّّبـه الـتـمـيـيــز شـخـصـاً مكـرّما
وشـاهـت وجـوه الـفـاقـدين حياءهم ومـذ ذاك سيـتـغـشون ثـوباً من العـمى
فـواحـدهـم مـرآتــه تـخـمـة الأنـــــا وحـوّلــه الشـاري أصــمـّــاً وأبــكـمــا
يعسكر شوك ُالصمت ِحـول ورودنا فـيـمـنـع عـطـرَ الـقــول ِأن يــتـكــلـمـا
يـحـول الـصـدى بـيـن النخيل ومائه وتــُروى غــراسُ الأبـعـديــن بما طـما
ويــزداد إمـلاقُ الـفـقـيــر ِخصـاصة لـيـجــنـي غـنّــيُّ الـنـهـب مالا ًمُحـرّما
ويـبـقـى أخـو الإخـلاص رهـن بليـّة يــكــابــد آلام ألأمــرّيــــن مُــعــدمـــــا
وتـبـقـى عـذابات الجموع هـضـيـمة يُـطـفـإنـهــا مـن فــرّق الـجـمع جاثـما
وتبقى شموع الصدق يحرقها الأذى تــُنــيــر دروب الـطـالـبـيــن تــقــدمــا
تــراءى لـبـعـض الظامـئـيـن بـقـيعة سـراب ،فـنــادوا:مـاءُ غــوث..توهـما
تــراءى لـهـم أن الـنـدى يملأ المدى فـقــالـوا: بـأن الـديــك قـد باض ربـما
تــراءى لـهـم أن الـوفـا تـوبة الجـفا فـخــالـوا: بـأن الحـقـد قـد زال مرغما
تــراءى لـهـم أن الـدجى يمنح الرجا فـظـنـــّوا: بـأن الـلـيـل مـا عـاد مُعـتما
تــراءت لـهـم في غيهب الجبّ نجمة فصاحوا: بـأن الـقــاع قـد ضـمّ أنجـما
تــراءت لـهــم من جانب الطور شعلة تـمـنــّوا بـهـا نـفـطــاً لـهـم ودراهــمـا
تــراءت لــهـم في قائظ الصيف غيمة فـنــالـوا مـواعـيــد الجـهـام وما هـَمـا
تــراءت لـهـم من زخرف القول طيبة فـكـالـوا مـديــحـاً جـبّ لـلـحـال مـأثـما
تــراءت لـهـم أضـغـاث ُأحـلام يـقـظة فـضــاقـوا بــأصــوات الـحــذار تـبـرّما
تــراءى..تــراءت..والحقيقة صخـرة بمفـعـولـهـا الـمـصداق تـنـكسـرالـدُمى
تـنــادوا قــيــامـاً فـالحـقـوق يـنـالـها ذوو هــمـّة يـبـقــون أُســداً ضيـاغـمـا
هـِبـوا أنـكـم فـــيـمـا تــرودون قـلـّــة وكــثــرة مـن تـلـقــون قـد حاز مـغـنما
فـلا تـقـنـطـوا إن الـخـريــف مـغــادرٌ ولا تـهـنـوا في سـالـك ٍ بــات مـظلـمــا
غـداً يضـحـك الـصـبح الربيـع بشارة ستـعـزف لـحـن الـمـصـبـحيـن مُنـَغـّـما
ومـن طـِيـب سفـر الراحـليـن دريـئـة تــصــدّ ريــاحـاً تــسـتــثــير مـواسـمــا
فـيـا أرخبـيـل الشمس..يا موطن الإبا فـدتـك نـفـوس الـعـاشـقـيــن لـتـسـلــمـا
عبد الصمد الليث