تحدث في ندوة «وعد» قبل ثلاثة أيام عضوا هيئة الدفاع في قضية المتهمين حالياً المحاميان محمد أحمد وجليلة السيد، وكان من بين ما تطرقت إليه الندوة إدانة نشر لوحات إعلانية في الشوارع تحمل صوراً بشعة، موقعة بأسماء عوائل وأشخاص، وتوضع بشكل مقزز لا ينفع في إيصال الفكرة، كما أنه يساعد في تفريق المجتمع؛ لأن اللوحات وضعت بطريقة تتهم فيها فئة معينة من المجتمع، كما أنها تشوه سمعة البحرين بالقدر الذي كانت الحرائق وأعمال الشغب تشوه سمعة بلادنا.
المحامي محمد أحمد استنكر تدافع البعض نحو إدانة المتهمين ونشر إعلانات ولوحات بأسمائهم قبل قول القضاء كلمته، وقال إن: «بعض الفئات دفعت باتخاذ موقفٍ عدائي»، وهي خارج القانون لأنها تهدف إلى إثارة الرأي العام وهي -بحسب المحامين- تؤثر على القضاة ووكلاء النيابة العامة «لأن أولئك بشر وأفراد من المجتمع، حتى في حال كون القاضي ابتعد عن قراءة الصحف، لكن ما ينشر في الشوارع من إعلانات هو أمرٌ غير قانوني، وهو مخالفة قانونية واضحة، كما أنّ تلك الإعلانات والحملة الإعلامية في الصحف لا تُتيح الأجواء لمحاكمة عادلة للمتهمين حسبما ينص عليه دستور مملكة البحرين».
إن هذا الأسلوب لا يعكر شهر رمضان فقط، وإنما يثير الاشمئزاز ويعمق الهوة في المجتمع، وإذا كان هدف المعلنين أن يحاربوا العنف، فإن هناك وسائل أفضل تتناسب مع هذا الشهر الفضيل. إن الإعلانات المذكورة تسيء للعوائل والأشخاص التي توقعها قبل أن تسيء للمجتمع.
وبالمناسبة، فإن هذه اللوحات الإعلانية تشبه حملة تقوم بها منظمة في أميركا يطلق عليها «أوقفوا أسلمة أميركا»، وقد أوردت بعض الأخبار أن ملصقات وضعت على حافلات النقل العام في مدينة ميامي الأميركية تدعو المسلمين إلى التخلي عن دينهم، وأن المسلمين المقيمين بالمدينة اعتبروا الإعلانات مسيئة لهم… ولاحقاً قام مسئولو النقل والمواصلات في المدينة بنزع الإعلانات عن الحافلات بعد الاطلاع عليها، مشيرين إلى أنهم لم يعلموا مضمونها قبل أن يتم طبعها على الحافلات.
كما أن الحملة ذاتها موجودة في نيويورك وهناك بيانات تنشر، وأحدها تقول «هبوا يا مسيحي الشرق الأوسط وشاركوا معنا واسمعوا صوتكم للاضطهاد الواقع عليكم من أحفاد الغزاة العرب المسلمين المحتلين لبلادنا… لقد تحررت إسبانيا من الغزاة العرب بعد 800 سنة وتحررت إسرائيل بعد 1400 سنة فهل ستتحرر باقي بلاد الشرق الأوسط الناطقة للعربية ويعود المسلمون إلى أرض أجدادهم بالجزيرة العربية وهى تسعهم جميعا…»!
لا أدري … فلعل أحد وكلاء الإعلانات المسيئة عندنا ربما كان في أميركا واطلع على ممارسات تلك المنظمة الممقوتة وجاء بالفكرة إلى البحرين، ولكن على الأقل في أميركا تمكن المسلمون والعرب من إزالتها احتكاماً للقانون!
صحيفة الوسط – 01 سبتمبر 2010م