المنشور

تسقيط الوطنيين

خلص الأخ عبيدلي عبيدلي في مقالٍ أخير له، إلى دعوة من لم ينفكوا عن شن حملات التشهير والتعريض الشخصي بالجمعيات السياسية الوطنية وممثليها «إن لم يكن في الوسع تقديم الدعم لهم، والتعبير لعبيدلي هنا، فان أضعف الإيمان الكف عن تشويه صورتهم التي لم تتوقف آلات كثيرة عن تهشيمها، لا لشيء سوى الحيلولة دون وصول أي من ممثلي هذا التيار إلى قبة البرلمان».
تنطلق دعوة الأخ عبيدلي هذه من حرصه الذي عبر عنه مراراً في مقالاته المتعددة حول أهمية تعزيز مكانة التيار الديمقراطي ودور قواه السياسية وشخصياته الوطنية في الحياة السياسية في البلد، بوصف ذلك شرطاً للتطور الديمقراطي ولمعافاة المجتمع من لوثة الطائفية.
والحق ان مهمة تشويه صورة ممثلي التيار الوطني، وان اختلف الأفراد والجهات والمنابر التي تشنها، الى حد التناقض، كما يبدو ظاهراً، لكن الغوص في عمق الأمور سيكشف أن الدوافع والأهداف واحدة عند كل هؤلاء، وهو تحطيم صورة هذا التيار وممثليه، وقطع الطريق بوجه أي فرصة له لتحسين مواقعه في المجتمع.
ومن يقرأ سطور ما يكتبه البعض على بعض المواقع، وما خلف هذه السطور لن يحتاج لكبير عناء كي يكتشف أن الهدف المباشر لحملة هؤلاء التي اشتعل اوارها في الفترة الأخيرة، لا يختلف عن أهداف حملة أشمل ترمي لتسقيط ممثلي التيار الوطني حتى قبل بدء الحملة الانتخابية.
وفي هذا السياق فان هؤلاء لا يتورعون عن اقتراف كل المخازي التي يمكن أن تخطر في البال، و حتى التي لا يمكن أن تخطر بتلفيق الأكاذيب وخلق الاشاعات والتعريض بالشرف الوطني والنزاهة الشخصية، كأن الناس الذين افنوا حياتهم في النضال الوطني، باتوا يباعون ويشترون في سوق النخاسة السياسية، وهو تفكير مريض نأسف أن يصدر من أشخاص، كنا نأمل لو انهم احترموا أعمارهم على الأقل، فإذا بهم يتصرفون بمراهقة سياسية، وبصورة لا تنم إلا عن الخفة.
إن مناضلي المنبر التقدمي والقوى الوطنية الأخرى، ومن الأجيال المختلفة الذين ناضلوا وما يزالون في سبيل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحياة الحرة الكريمة للمواطنين، ليسوا بحاجة لمن يعلمهم دروساً في الوطنية ولا بالطريقة التي عليهم أن يديروا بها خطابهم السياسي، ففي المنبر التقدمي من المناضلين الأكفاء والشجعان الذين عركتهم الحياة طوال عقود من النضال من هو قادر على رسم سياسته وتوجهاته.
ويشكل مصدر فخر واعتزاز لنا أن تنظيمنا يضم في صفوفه مناضلين من وزن أحمد الشملان ومحمد نصر الله ومحمد جابر الصباح والراحلين مؤخراً مجيد مرهون وجليل الحوري وعبدعلي الخباز وغيرهم الكثير ممن يُعدون مرجعيتنا المعنوية والسياسية، وشركاء في صوغ خطنا السياسي.
والمنبر التقدمي المناضل من أجل الإصلاح السياسي وفي سبيل الديمقراطية والتصدي للفساد، ومن أجل حقوق الطبقة العاملة التي يتمتع بثقل نوعي كبير في صوف حركتها النقابية، وضد أي انتهاك لحقوق الإنسان لن يتردد في التأكيد على ضرورة النضال السلمي ونبذ ممارسات العنف من أية جهة جاءت، وعلى أهمية بناء مؤسسات المجتمع المدني واستنهاض دورها، ولن ينجر لأية مزايدات.
ووفق هذا الفهم يخوض المنبر التقدمي حملته الانتخابية الراهنة، وسواء افلح مرشحوه في الفوز أم لم يفلحوا فانه سيواصل نهجه المعروف لدى الجميع.
 
صحيفة الايام
30 اغسطس 2010