تستمر جدلية الخلاف بين مكونات التيار الديمقراطي، والأسباب التي يمكن ان ننطلق منها محل خلاف أيضا بين القوى التي تحاول ان تجمع شتاتها، وهي الاكثر قوة ووزنا وشأنا من اي تيار آخر، إلا ان الظروف السياسية والاجتماعية أصابته بالعديد من التكبيل، أحدها قد يكون (تطرف/ تزمت) بعض العاملين الرئيسين في هذا التيار، وربما يعود أيضا الى (تحجيم التيار) لنفسه وعدم انفتاحه على الجماهير، كما كان في السابق.
لم نسمع ان تيارا ديمقراطيا حمل على عاتقه ملفا يدافع وينافح من أجله، حتى على مستوى (الحريات الشخصية) إن كان بعض هذه الجمعيات ليس له القدرة على حمل ملف سياسي، أو ان طبيعة الخطاب والسقف السياسي غير متناسقة مع بعضها.
أذكر جيدا انني كتبت في هذه الزاوية حديثا عن الجمعيات السياسية، أثار (حساسية) عند البعض، ولكن الحق يقال حتى ولو كان على الرقاب.
التيار الديمقراطي، يجب ان يكون أكثر صراحة مع نفسه ومع الاخرين، وان يضع النقاط على الحروف في اجتماعاته (الثلاثية)، حتى لا تكون (جعجعة من غير طحن).
وصدقوني، أكثر الخلافات التي تباعد هذه الاطراف الثلاثة لا تبتعد عن دائرة (غيرة نسوان) مصابة بها هذه التنظيمات، ويتضح ذلك جليا مع قرب موعد الانتخابات في اي جمعية مهنية او نقابة عمالية.
تربطني علاقات مع عدد ليس بالقليل من أعضاء هذه الجمعيات الثلاث، وأعرف ردة الفعل التي تصاب بها هذه الجمعيات اذا حققت نظيرتها مكسبا.
إذا لم تنزع هذه الجمعيات لباسا لا يتوافق مع مبادئها وأفكارها وشعاراتها، وتكون اكثر صدقا مع نفسها، بشأن وحدة التيار الديمقراطي ومكوناته، فإنه لن يكون إلا شعارا خاويا، يردده الديمقراطيون حين لا يكون لديهم ملف ينشغلون به.
صحيفة الايام
11 يوليو 2010