توجد حالياً وجهتا نظر بشأن التحالف بين القوى السياسية؛ إذ إن هناك فكرة تقول بأن التحالف يجب أن يكون قبل الانتخابات وأن تدخل الجمعيات المتشابهة في المواقف الوطنية ضمن قائمة واحدة وتدعو جماهيرها إلى التصويت لصالح قائمة متحالفة واحدة. الفكرة الأخرى تقول إن التحالف يتم بعد الانتخابات، بمعنى أن التنافس مفتوح للجميع على كل المقاعد التي يمكن الوصول إليها، وأنه وبعد أن تعلن نتائج الانتخابات يمكن التحالف داخل البرلمان.
الفكرة الأولى يمكن أن تنطلق، ولكن التضحيات المطلوبة ستكون كثيرة، ولاسيما أن توزيع الدوائر الانتخابية ليس عادلاً، وهناك دوائر تم إغلاقها رسمياً وحسمت لصالح جهة دون غيرها، وهذا الإغلاق يتم تنفيذه من خلال التحكم بمفاصل العملية الانتخابية ومنع تدفق المعلومات، إضافة إلى استعمال المراكز العامة بطريقة مازالت تثير الكثير من الأسئلة.
الفكرة الثانية أسهل بالنسبة إلى جم
عية الوفاق ولكنها أصعب بالنسبة إلى الجمعيات الأخرى… وهي أسهل أيضاً بالنسبة إلى من يتحكم بمفاصل العملية الانتخابية؛ لأن الفكرة الأساس التي ينطلق منها هذا البعض هي كيفية إعادة هندسة المجتمع البحريني، وبالتالي تفصيله بحسب مقاسات محددة، وهذا يتطلب معرفة القوة الحقيقية لهذه الفئة أو تلك. كما أن الجهة المسيطرة على المفاصل الانتخابية لديها إمكانية ضرب القوى السياسية – التي يطلق عليها مسمى «المعارضة» – ببعضها البعض؛ وذلك من خلال الاستفادة من التنافس بين الجمعيات المعارضة على مقعد ما في منطقة يمكن الدخول على الخط فيها.
حالياً يبدو أن التوجه – بصورة عامة – لدى جمعيات المعارضة ينحو نحو الفكرة الثانية؛ لأنه لا توجد تحركات شاملة ومتضامنة نحو الفكرة الأولى، إضافة إلى أن الجهة التي تتحكم بمفاصل العملية الانتخابية ترفض الإفصاح عن المعلومات التي يحتاجها من يود أن يترشح أو ينتخب في هذه الدائرة أو تلك… وإذا قرأنا بعض المؤشرات الأخيرة، فلربما أن هناك مخططاً جديداً للدوائر الانتخابية ربما يعلن عنه في أيام العطل التي يتضامن فيها الحر الشديد مع السفر الكثير، ومن خلال ذلك يمكن التحكم أكثر في نتيجة الانتخابات.
مهما يكن الأمر، ومادام الغموض يلف الساحة من كل جانب، فإن التحالف بين بعض الجمعيات الوطنية أمر إيجابي، والكثير يوافق ما قاله الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن «إن للتيار الديمقراطي فرصة لإحراز نجاحات في الانتخابات المقبلة إن لم تتدخل العوامل التي أثرت بشكل مباشر على مخرجات العملية الانتخابية في العام 2006».
صحيفة الوسط – 28 يونيو 2010م