بدأت الألسن المأجورة والأقلام الظلامية تشحذ أفكارها الميتة المهترية في النيل بشرفك وسمعتك الشامخة بعطائك الصافي النقي الذي يتلالئ مثل الثلج الأبيض عندما تستطع عليه الشمس، ستظل أنت شامخاً بكتاباتك التقدمية التي تحمل في ثناياها أفكار التحرير ضد التخلف وتفشي الطائفية.
سنظل لك أوفياء بالحفاظ على تراثك النير وعلى كتبك وعلى مقتنياتك الجميلة وستظل منعطفاتك الحياتية تلازمني أينما ذهبت وأينما رحلت وأينما حطت بي الأسفار، لم أنسى أيام الصبا ولا أيام النضال في الحقبة الاستعمارية ولا الأقبية المظلمة ولا الجلسات الحلوة، لا أعرف أن يوم الجمعة 11/6/2010، هو اليوم الأخير في حياتنا عندما جلسنا في مجلس علي ربيعة – أنه اليوم الأخير– لم نفترق في الحياة وأصبحت لي بمثابة الظل الذي يلازم الإنسان وإذا ذهبت إلى أي مكان أول سؤال يبادرني من الرفاق (أين عبد علي) أين (طبكتك) وأكرر أنه مريض وكأن السؤال ملامة في حقي، كيف تخطط من دون عبد علي، وها أنا وحيد بين الأفكار التي ملأت دمي وعقلي وفكري بذكراك وقبل أن أودع قبرك في الثواني الأخيرة، قلت إلى الأهل سوف أرجع لك محمولاً في الأيام القادمة.
رفيق الدرب هل تستطيع الغرابيل المهترئة أن تحجب أشعة الشمس الساطعة؟
سأظل الأب الحنون والخال الوفي والصديق المتفاني في خدمة أولادك الأربعة أنس– أحمد- أميمة– إسراء– وسأبذل كل ما في وسعي أن أوصلهم إلى حياة كريمة وسوف أكون لهم الظل من بعدك– الحمد لله أنك ختمت حياتك بزفاف أولادك، وأهالي الحي ودعوك بزفة تليق بمكانتك الاجتماعية رغم الحر الشديد.