إذا كان هناك خلل في التعليم، فعلى الاكاديميين ان يعلنوه، ويطالبوا بتصويبه، وإذا كان هناك خلل في الطب، فإن الأطباء هم الأولى بمناقشته وتقويمه.. وقس على ذلك كل التخصصات.. فلا مانع من التنظيرات.. ولا حرمة في طرح الاشكالات.. ولا غرابة من الاستفهامات.. فنتيجة كل ذلك هو الصواب.. حتى لا يكون هناك اي ارتياب.
حين نسلم بهذا كله، يحق لنا ان نستغرب، لماذا كل هذا الهراء، وردة الفعل بعد ان خرجت علينا عمامة السيد جابر العالي السوداء.. تنادي بالاصلاح، وترفع صوتها بالفلاح.. فأرباب المنزل أدرى بما فيه من علل أو أسقام.
الهدف حسب ما يذكره السيد الكريم ايجاد مخاضات إصلاحية جادة في الاوساط الدينية..
المشكلة عند البعض هو كثرة الخطوط الحمراء.. حتى لا يمكن لك ان ترى ما وراه.. ويتعرى المغطى.. وينبلج الضياء..
كثيرة هي الاوجاع في الوسط الديني الذي لا نناكفه بل نحترمه ونقدره، ولكن نريد ان نؤكد ان كل فرد فيه لا يملك صك الغفران.. ولا نعتبره موّكلا عن خازن النيران.. فإسقاط الناس وتكفيرهم وتخوينهم باتت لعبة في يد كل من قام بتعفير الجبين.. والتختم باليمين.. اقتداء بعلامات المؤمنين… فالخروج من الظلمات الى النور ليس بالمنظر.. ولا بطول الركوع والسجود.. ولا بالحج كل عام.. فما اكثر الضجيج وأقل الحجيج.
حتى يكون هناك إصلاح حقيقي، لا بد من ثورة جادة على كل إحداثيات نهج التراث الديني.. وعلى كل الاصلاحيين ان يعلنوا ان هناك خللا واضحا ويجب تقويمه.
الدعوة التي تنادي بالاصلاح «لا تمت بأي صلة لأي دعوة تطالب بإصلاح ذات النص الديني (الثابت والمعصوم)».. وعلى الرغم اننا لا نعرف حتى الان ما هو الثابت المحدد بحسب الداعي، إلا انه ومع ذلك خطوة في اتجاه صحيح.
صحيفة الايام
11 يونيو 2010