حسنا فعلت كل من الاوقاف الجعفرية والسنية حين حذرت من استغلال دور العبادة في الامور السياسية، إلا ان الامر لم ينته بعد.
لا يكفي من هاتين المؤسستين ان تصدرا بيانا فحسب، فالكلام لا يولّد إلا كلاما، ومتابعة الامر واتخاذ الاجراءات المناسبة للحيلولة دون اي نوع من الاستغلال السياسي هو الأجدر والاهم.
الانتخابات على الأبواب، والبعض لا يتورع في ان يجعل من المسجد او المأتم منطلقا لدعاياته الانتخابية، وهذا لا يمكن قبوله، فالمساجد والمآتم تنأى بنفسها عن (الدنيوية) وأردانها، والسياسة وانجاسها.
وإذا ما قبلنا بفتح المجال للمترشحين باستغلال هذه الأماكن الطاهرة والمقدسة، فهل ستفتح لكل من هب ودب، وهل سيكون رأي جميع الأطراف والتيارات ممثلا وحاضرا؟
وحتى على افتراض اننا قبلنا ان تكون جميع الافكار حاضرة وممثلة وموجودة في المسجد والمأتم، ماذا ستكون النتيجة، ستعم الفوضى، وسيتدخل الحلال والحرام، والخطوط الحمراء والزرقاء، وسيتحول هذا المكان المقدس الى مكان للمهاترات والكذب والنفاق والدجل، كما هو حال السياسة، وسيسبح الجميع في بحر النجاسة.
مسؤولية حماية دور العبادة من الاستغلال تقع على الجميع، ويجب ان يتحملها الناس كافة، فالحفاظ على روح المكان المقدس، خير من دعاية انتخابية يمليها علينا (دجال) أو (رجال).
صحيفة الايام
28 مايو 2010