المنشور

العمل البلدي بوابة للوصول إلى البرلمان

تعتبر الانتخابات البلدية في الدول الديمقراطية والغربية من أهم وأبرز الانتخابات، حيث تكون فيها المنافسة بين القوى السياسية كبيرة جداً، على اعتبار ان هذه القوى لديها ثقة تامة من ان الوصول الى قلب الجماهير هو الجانب الخدماتي.
العكس تماماً، لدينا في البحرين، في كل انتخابات نشهدها، يبرز الانخفاض في اعداد المترشحين، ويكون الحديث داخل أروقة الجمعيات والصحافة عن من ينوي الترشح للانتخابات النيابية، ويتم تشكيل اللجان العليا داخل الجمعيات السياسية لاختيار أعضاء القائمة النيابية واعلانها، ورصد الميزانيات لدعم هذه الحملات الانتخابية، وتحديدا داخل الجمعيات التي لا حظوظ لها في الوصول الى قبة الغرفة المنتخبة.
لم نسمع حتى الان عن جمعية من التيار الديمقراطي مثلا، لديها مترشحون بلديون وتعد لهم برنامجا انتخابيا.
اذا كان الناس يخافون من «النار التي يسوقها لهم أي مترشح غير اسلامي»، قد يمرر قوانيين يخاف منها رجل القداسة، فإن الحساسية من ذلك ستكون أقل بكثير في الانتخابات البلدية، التي يسعى أعضاؤها الى تحسين الخدمات في مناطقهم ودوائرهم.
ويمكننا ان نعتبر ان بوابة الوصول الى البرلمان هو العمل البلدي، فلو استغلت هذه الجمعيات إهمال القوى السياسية للانتخابات البلدية واستطاعت ان تصل بمرشح لها يكون من الكفاءات ويقدم لأهالي منطقته ما يقدر عليه من تلبية لخدماتهم، فإن الأمر قد ينعكس على التصويت في الانتخابات النيابية ولو بعد حين.
البعض يلهث وراء قبة البرلمان من اجل مكاسب وشهرة و(برستيج) بين الناس، وحتى يقال ان هذه الجمعية استطاعت ان تستحوذ على مقاعد برلمانية.
اذا كانت الجمعيات جادة في ما تنادي به من خدمة الجماهير والخوف على مصالحها، فإن الباب مفتوح لهم في اعادة النظر فيما يتعلق بالانتخابات البلدية.
أنا على ثقة ان هذه التيارات السياسية غير القادرة على الوصول للبرلمان، لو اهتمت بالانتخابات البلدية فإن المعادلة ستتغير في الانتخابات النيابية.
 
صحيفة الايام
21 مايو 2010