«البحرين وما أدراك وطني البحرين… بلد نفطي وغني… بلد للأجانب لا للمواطنين… العمل للغريب لا للبحريني… الأموال وحتى الجوائز تذهب للأغراب ووووو…».
مثل هذا الحديث يَرِدُني – بصورة أو أخرى – يومياً على بريدي الإلكتروني، وأيضاً بشكل أو بآخر لباقي زملائي الصحافيين، وهو كلام مؤثر لأنه يتحدث عن شعور بحريني منتشر بين شبابنا الذين يبحثون عن مستقبل في وطن يبدو حالياً أنه لا يتسع لهم ولكن يتسع لغيرهم من العمالة الأجنبية الرخيصة من آسيا، والعمالة الأجنبية الغالية الثمن القادمة من الغرب، والآخرين الذين أصبحت قيمتهم لدى الدولة أفضل من قيمة المواطن.
إحدى الرسائل الإلكترونية تقول «إن حكومتنا تحنُّ على الأجنبي أكثر من المواطن، وعلى الغني أكثر من الفقير، وعلى من ليس له كفاءة على الكفء، وعلى كل من هبَّ ودبّ شريطة ألاَّ يكون من أهل البلد».
إن البحث عن عمل لائق والمساهمة في نهضة الوطن وتحقيق الطموح المهني ما هي إلا مجموعة من أساسيات الحياة لكل فرد في أي مجتمع، والوضع في البحرين تحوَّل إلى مصدر قلق لشريحة كبيرة من مجتمعنا من كل الفئات والطوائف، ولعل هذا يفسر هجرة شباب بحريني بمختلف التخصصات إلى دول الجوار بحثاً عن خيارات أفضل وأجدى لتحقيق الطموح، ولقد عرض برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة «إم بي سي» قبل مدة حالة الهجرة لعدد غير قليل من البحرينيين، الذين يعانون من أمور كثيرة من بينهم قلة الفرص وضعف الأجور، الذي يطال أكثر من فئة وطبقة، وليس فئة واحدة فقط.
ولو توفرت لدينا إحصاءات دقيقة لاكتشفنا الأهوال، وحتى مع المعلومات الرسمية الحالية تقول إن البحرينيين أصبحوا أقلية (أقل من 50 في المئة من السكان) وذلك لأول مرة في تاريخ البحرين، كما تشير الإحصاءات إلى سيطرة العمالة الأجنبية على الوظائف التي يخلقها القطاع الخاص في البحرين، وأن الربع الأول من العام 2010 «
شهد ارتفاع وتيرة سيطرة العمالة الأجنبية على إجمالي الوظائف وذلك بواقع 7469 وظيفة (بنسبة 94 في المئة) من الإجمالي الكلي البالغ 7970 وظيفة، فيما كانت حصة البحرينيين فقط 501 وظيفة وبنسبة 6 في المئة».
وهذا يعني أن المؤشرات تؤكد الشعور السائد بأن هناك خطأ مازال مستمراً ولم يعالج حتى الآن وأن البحريني بالفعل أصبح يشعر وكأنه غريب في وطنه.
الوسط 11 مايو 2010