يطل اليوم من نافذة الذاكرة وجه رفيق مناضل، قدم التضحيات الجسام بكفاحه ضد الاستعمار ومؤامراته وتحمل الاضطهاد والتخفي والسجون وخبر المنافي والمحن دفاعا عن حق شعبنا في وطن حر وشعب سعيد. إنه الرفيق جعفر الصياد التي تمر هذه الأيام ذكرى رحيله الأول في السابع والعشرين من مارس 2009. وإحياء لذكراه يتألق شاعرنا عبدالصمد الليث في قصيدته ” إلى راحل لا يغيب” ليؤكد بقاؤه في نفوسنا مهيب الصدى ليشرق بالخير يوم جميل.
جعفر الصياد…!
(إلى راحل لا يغيب)
تناهى…
إلى قلبه ضوءها…
فأبصر فيها سواء السبيل
تباهى…
بما زانه حبها…
فأبدى شموخاً كجرح النخيل
تماهى…
بأفعاله صدقها…
فأدرك بالعشق مجداً أثيل
أمدت (جتوب) رفيق العلى…
نسوغ الكرامة والسلسبيل
وكان ومن زال من كلنا…
وملْ الحنايا كنبض أصيل
رأى البيت تغمره هجمة…
وحقد الطوارق حد صقيل
وعايش قيد الظلام المقيم
وأيقن جعفر:
أن البلاد ولود
وأن النساء النساء
وأن الرجال الرجال
بفعل تجلى
قصائد تتلى
على الرغم من مسمع المستحيل
فأبحر جعفر…
أبحر في غمرات الكفاح:
زخام النقيض
وقحط يفيض
وبحر يغيض
وفكر ينير دجى الأرخبيل
تناوشه العسسالقيد
جايل آه الندى
صرخة الورد
جسماً مدمى
تلمس بالحب روح القتيل
مشى جعفر الشعب نحو المنافي
بتلويحة من شغاف الحنين
وينشر أضلاعه كالشراع
فيركب غربته المزدراة
ويكتب في صفحات الثبات
سطور الموله والذكريات
كشوق الحمائم للباسقات
وصار المغيب عبر السهاد
وأرصفة الهم والعاديات
ومرت سنون
وعاد الحنون
وجعفر مستشرفا للبديل
يعانق رمل البلاد الوداد
لينبت شهقته كالفسيل
وما زال فينا مهيب الصدى
ليشرق بالخير يوم جميل
وما زال جعفر
عبد الصمد الليث
27 مارس 2010