بصراحة، ومن دون زعل، فإن ما يصرح به بعض السادة النواب فيما يسمونه بمحاربة الفساد الأخلاقي، هو غباء.. ومضر بالوطن والمواطن.
لسنا لأننا لا نريد السياحة النظيفة، أو لا نريد وقف كل الأعمال المشينة، بل على العكس تماما، نادينا مرارا وتكرارا، بضرورة التفكير جيدا في إيجاد أماكن للترفيه العائلي، لأنه بالفعل هناك (أزمة) أماكن سياحية عائلية.
تحتار أين تذهب في إجازتك الأسبوعية، فلا تجد نفسك إلا في أحد المجمعات، او تجد نفسك في مطعم او مقهى.. بالله عليكم هل في كلامي مبالغة؟!! والأدهى حتى لو أردت ان تذهب لتتمشى بما اننا في وقت (شم النسيم) كما يعبر عنه الأخوة المصريين، فستجد (كورنيشات) مظلمة جداً.. أليس كذلك يا مسؤولي الحدائق والمتنزهات في وزارة البلديات، هل ما ذكرناه بشأن كورنيشاتنا خطأ.. إن كان كذلك نتمنى ان يخرج علينا احد منكم ليصوّب خطأنا، وإن كنتم لا تدرون فهي دعوة مني لكم ان تذهبوا هذا المساء الى كورنيش النادي البحري مثلا، أتحداكم واحدا واحد، ان تجدوا لي 10 مصابيح تعمل.
لن تجدوا إلا مجموعة من المواطنين مكتظين عند مصباح ليروا ما سيتناولونه او يروا بعضهم البعض، بدلا من الظلام الدامس المحيط بالكورنيش.
وللعلم، أشرت في مقال سابق عن ذات الموضوع ولم نجد أذن صاغية من قبل المسؤولين عن الكورنيشات.
عموماً، ما نعتبره غباء في تصريحات نوابنا الأفاضل، هو أنهم يصورون أن البحرين تعيش في كومة من الفساد، وانه لا تجد فيها إلا كل مفسد ومفسدة.. حاشا لله.. فهل تفرحون من نشر هذا الكلام المسيء للبحرين وأهلها ومجتمعها.
ان كانت هناك مخالفات فهذه المخالفات يقوم بها البعض، وعلى الجهات المعنية ان تقوم بواجباتها، لا ان نطلق التصريحات العشوائية التي تحول الخاص الى العام.
لذلك، ندعوكم ان تضبطوا لسانكم، فاللسان حصان، فاحذروه.. ولا تطلقوه حسب أهوائه، فالناس وإن كانت تريد ان تعزز الأوضاع الأخلاقية فإنها لا تقبل منكم ان توصموا المجتمع بأكمله بالفاسد.
الأيام 8 ابريل 2010