ما هذه الفوضى التي تعم البلديات.. ولماذا لا تُحترم تصنيفات المناطق..؟!
نظرة واحدة على أحيائنا اليوم وستعون عما نتحدث.. مبانٍ استثمارية في أحياء سكنية.. مجمعات تجارية تُبنى اليوم في قلب مناطق لا تتحمل بناها التحتية ولا مواقفها ولا شوارعها الضيقة ضغط مشاريع كهذه.. مبانٍ بارتفاع 30 و40 طابقا في مناطق – يُفترض- أن الحد الأقصى لما يبنى فيها 5 طوابق، وكل هذا بالطبع بهدف تنفيع متنفذين ورجال أعمــال ” كرماء” وتحويل تراب أراضيهم لذهب؛ سيما أن تغيير التصنيف -بجرة قلم- قد يرفع قيمة الأرض بنسبة 1000% أحياناً!!
هناك تصنيفات واشتراطات خاصة بتنظيم المناطق السكنية.. وهناك باب موارب للاستثناءات.. ولكن الاستثناء غدا القاعدة اليوم وصارت الفوضى هي النظام.. فالبعض يبني بيت العمر – بشق الأنفس- في منطقة هادئة ليفاجأ بمجاورة مبنى استثماري له ما يحيل فرحته ضيقاً.. وهذه بالطبع جريرة البلديات في غياب تام لدور المجالس البلدية المنتخبة التي تبارك تلك المخالفات التي جعلت مناطقنا عشوائية بشكل لا يطاق..!!
يا صباح الشكاوي..
———————
رسائل الأربعاء – كما تعلمون- ولدت لنقل صوت المواطنين الذين أكدت ملاحظاتهم – أسبوعيا- لتفريغها في هذه الزاوية التي تضيق عن استيعاب كم الشكاوي.. وسأتعرض لبعض منها هنا على عجالة..
أحد الغيارى على حرمات النساء اتصل متذمراً مما يحدث الآن من السماح بعمل رجال في الصالونات النسائية في مخالفة صريحة للتنظيم الذي تقيدت به وزارة العمل لسنوات؛ والقاضي بقصر عمل الرجال في الصالونات النسائية على الفنادق فقط؛ وهو ما لم تعد هيئة تنظيم العمل تتقيد به في ضرب لعادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ..
شكا جمع من أهالي ستره من تراجع أداء بلدية سترة بشكل مؤسف.. فسترة منطقة كبيرة مكتظة بالسكان وكثير من المراجعين لا يملكون سيارات ويقصدون- بشق الأنفس- البلدية لإنهاء معاملاتهم ليفاجأوا بأن الموظف المعني أمين الصندوق” في مشوار” يستغرق ساعات دون أن يوجد له بديل، ما يضطر المراجع للذهاب لبلدية عالي أو مدينة عيسى أو المركز الشامل الذي يعاني فيه هؤلاء – وجلهم كبار في السن- من عبء التعامل الإلكتروني الذي لا يجيدونه.. وقد طالب هؤلاء وزير البلديات بالتحقيق وضبط رتم العمل المتسيِّب في البلدية..
سيدة فاضلة شكت من الواجهات التجارية التي وصفتها ” بالمثيرة وغير اللائقة ” مطالبة وزارة التجارة بتنظيم العملية بشكل لا يجرح مشاعر العائلات التي تتواجد في المجمعات مع أطفالها..
أخرى شكت من أن المدرسة الفرنسية ”الواقعة في البسيتين” لا تُلزم طالباتها بزي مدرسي رسمي تاركةً لهن المجال للبس ما يشاؤون، وكثيرات من المراهقات ” يتمادين” بشكل يثير تذمر سكنة البسيتين المحافظين ” ما شفت إهي تقول” وبالتالي تناشد الأخت وزارة التربية توجيه المدرسة المعنية لضبط الوضع ما أمكن..
وما على الرسول إلا البلاغ..
يا صباح الهمجية..
——————-
لا نشكّ أن جمعية الممرضين من “المغضوب عليهم ” رغم أنهم ليسوا بضالين كما تسوق له الوزارتان اللتان تستهدفانهم ” الصحة والتنمية”.. فكل ما في الأمر أنهم جمعية مهنية شرسة في الدفاع عن حقوق منتسبيها المهمشين وعليه استحقت محاولات متواترةً لكسرها لا يتسع المجال لإخراجها من الدفاتر..
وكل ما مرّ ” كوم” وتشميعها بهمجية ” كوم آخر”.. فقبل زهاء أسبوع دعت الجمعية لحفل شاي ابتهاجاً بالإفراج عن أمين السر ” ولا عزموني” ليفاجأوا في صباح اليوم التالي بقوى أمنية تقفل المبنى وتمنع العاملين من دخوله لأخذ ملفات ومتعلقات الجمعية في تصعيد خطير لا مبرر له ضد جمعية مهنية لم تخالف القانون في شيء – ” إلا إذا كان القانون هو هو المسؤولين” !!
ما حدث ببساطة: استهداف علني.. وتحرك غير حضاري.. لن يزيد الجمعية إلا شعبية وحضورا.. وتذكروا يا أولى الألباب أنكم – دونما وعي- من يصنع الرموز بتصرفاتكم هذه لتأتوا فيما بعد لتشتكوا تغول المعارضة وشعبيتها..
وأصبحنا وأصبح الملك لله!!
الوقت 31 مارس 2010