عجباً ممن ينادي بحقوق المرأة نهاراً ويطعنها بخنجره ليلاً.. عجباً ممن ينادون بحقوقها ويرفضونها عند التشريع.
ما الفرق بين المغالين والمتطرفين سواء كانوا يميناً أو يساراً، كلهم صنف واحد.
هناك من المغالين من يريدون أن تكون المرأة للمطبخ والفراش، وهناك آخرون يريدون حرمانها من وقت رعاية ورضاعة ابنها بحجة المساواة مع الرجل.
زعموا أنهم ينادون بالمساواة، وما أقوالهم ومناداتهم إلا شططاً.
هذه مشكلة من يدعون الثقافة.. دائماً ينظرون إلى القضايا بتعالٍ وفوقية.. «ما أكرم المرأة إلا كريم.. وما أهانها إلا لئيم».
يريدون أن يحرموا المرأة من تشريع ساعة لرضاعة هذا الطفل ورعايته.. حقاً هذا الذي يريدونه؟! غريب أمرهم!!.
ربما لأن أبناءهم تربوا وفي فمهم معالق من ذهب.. أو قد يكونون في أحضان المربيات والخادمات الأجنبيات… ربما.. لِمَ لا؟
أتريدون أن تكون مهمة الأم فقط أن تنجب وبمجرد أن يرى طفلها النور، وحينها تلقى المهمة على عاتق المربية الاجنبية.. يا عجب الله، سيتوقف الاقتصاد وينهار من ساعة أو ساعتي تقضيها الأم لرضاعة ابنها حولين كاملين.
تلك هي المشكلة عند «المثقفين البرجوازيي» لا يتلمسون معاناة أحد، هم فقط الفاهمون والناس بسطاء.. هم فقط من يمتلكون المعرفة والناس همج رعاع!
متى يشعر هؤلاء بآلام الناس وأحزانهم وأتراحهم.. متى ينزلون إلى الشارع ليعرفوا أن ساعة يقضيها الطفل في أحضان أمه خير من الدنيا وما فيها.
حين يقف ذاك «الشنب» الذي دافع عن المرأة بطريقة أذهل المرأة ذاتها، أفضل من ألف مقال ينادي بحقوق المرأة وهو في الحقيقة مجرد حبر على ورق.
صحيفة الايام
19 مارس 2010