سيمفونية الوطن
شعر: عبدالحميد القائد
وَتَمضِي شُمُوخاً إلى غِمدِكَ
تَعدُو خِفافاً الى ظلكَ
حَزيناً
جَريحاً
بِلا سَكسفونْ
وكلُ العيونْ
تعانقُ نعشكَ
تَقولُ: ابْقَ قليلاً
مَجيدُ انتظرْ
لِنسمعَ أكثرْ
مَواويلَ قلبكَ… نسمعُ أكثرْ
نشيدَ رُوحِكَ …نَسمعُ أكثرْ
نغسلُ عنكَ الوَجعْ
والشجنَ المستبدَّ بقلبكَ
مجيدُ انتظرْ
مجيدُ انتظرْ
ما زلتُ أسمعُ صَليلَ أصفادِكَ
تردّدهُ صُخورُ الجزيرةِ
زَنَازنُها القديمةُ
يداعبُ فيروزُ البحرِ أشجانَكَ
وحُزنَكَ الأبديّ
تَذكُرهُ القواقعُ والموجُ
أصبح هَمُّكَ ألحاناً
موسيقى
ومَنّاً وسَلوى
وداعًا أريجَ الُموسيقى
وداعاً رفيقَ الأملْ
لكَ المجدُ يا أروعَ الراحلينْ
لكَ المجدُ والخلدُ طولَ السنينْ
يفتقدكَ الوردُ
تشتاقكَ الأسماكُ والبحرُ
تناديكَ العَدَامةُ
في امتدادِها إلى الحورةِ
وكلُّ القُرى والمدنْ
تَرثيكَ السيمفونياتُ
الأوتارُ
الأنغامُ
الطبولُ
وكلُّ الآلاتِ الموسيقيةِ
وكلُّ الجموعْ
تحملكَ في قَلِبِها
تهتفُ: شَمسُكَ ليستْ من الآفلينْ
وداعًا أريجَ الُموسيقى
وداعاً رفيقَ الأملْ
لكَ المجدُ يا أروعَ الراحلينْ
لكَ المجدُ والخلدُ طولَ السنينْ
يا فَارساً هَامَ وجْداً بالبلادْ
فأَلبسوهُ الأصفادْ
أيها النورسُ الأسمرُ
يا ألقَ الجفونْ
على نعشِكَ
رأيتُ السكسفونْ
يعزفُ لحنَ الرحيلِ الأخيرْ
يقولُ: سَتبقَى مَجيدُ بِقلبي
فأنتَ أنا
أيا رفيقَ الشجنْ
مضيتَ وتبقى نشيدَ الوطنْ
وداعًا أريجَ الُموسيقى
وداعاً رفيقَ الأملْ
لكَ المجدُ يا أروعَ الراحلينْ
لكَ المجدُ والخلدُ طولَ السنينْ