انتخبوا هذا المرشح .. لا تنتخبوا ذاك، هذا يده ملطخة بدماء العراقيين، وذاك يده بيضاء، المالكي ‘شمس أذابت جليد الإرهابي، ويافطة أخرى لعلاوي كتب عليها: أنقذ العراق بانتخاب إياد علاوي، وهناك الجعفري وعبد المهدي، والهاشمي والطالباني وبرزاني، وكلهم حكموا العراق باسم الكتل المتنفذة، وجلهم متشابهون، قوميون وشوفينيون، طائفيون، وكلهم محاربون من ‘أجل السلام . . الخبز . . العمل’، ضد ‘الإرهاب والفساد والطائفية’، وكلهم يكافحون من أجل الفقراء ويستنكفون المحاصصة الطائفية، وبالطبع لا أحد يشكك في وطنية هذا ولا ذاك، لكنهم جلهم ساهموا في تعذية ‘سستم’ المحاصصة الطائفية فانقلبوا عليه الآن، ربما يكونون صادقين، ‘لعن الله الشاك!!’، أما الذين بح صوتهم، ضد المحاصصة الطائفية في العراق الجديد، وسجلهم ناصع البياض، بشهادة ‘هيئة النزاهة’ التي لم تسجل عليهم أية قضية فساد، وأية قضية إرهاب، ولم يبرروا الاعتداء على حدود وطنهم، فقد تساوا بقدرة قادر مع الجميع وصاروا في سلة واحدة، بخلط أوراق الدعاية الانتخابية!!.
بات على الناخب العراقي على ما يبدو، في ظل هذه المساواة في القسمة، مطلوب منه قبل أن يضع ورقة صغيرة في صندوق الاقتراع ‘المصيرية’ لبلاده في الانتخابات المقبلة التي يجمع العراقيون على أنها حاسمة، أن يرجع بطفولته إلى الوراء في فن الاختيار، ليقرأ: ‘عقرا بقرا، قال لي ربي عِد للعشرة’، بين بوسترات القوائم الانتخابية، فواحدة لهؤلاء الوطنيين الشرفاء، وآخر لأولئك الشرفاء الطيبين، وكلاهما جميلان: ‘واحدة بهلعين أحطها وواحدة بهلعين’ .. وتسألون لماذا؟ .
إذا كان المقترع، تغريه الدعايات الانتخابية، فإنه سيحتار في اختيار الأفضل لتشابه المفردات الدعائية الإنشائية والبليغة، وإذا كان يعرف من سينتخب، سيؤشر على الأصلح لتحسين حال العراق، وليس بحاجة لمن يرشده إليه عبر دعايته، ولكن الأمور لا تسير بالشكل الطبيعي للمفاضلة بين الفرق المتنافسة، بتداخل المال السياسي والنفوذ، وكما يقال: ‘من يملك المال، يملك ثلثي القوة، إن لم يملكها كلها’، فإن الذين يناصرون فقراء العراق بالطبع لا يملكون لا المال ولا الجاه، فإن قوائمهم لن تحصل سوى على الأصوات النظيفة التي تنشد التغيير بحسها الوطني المضحي دائماً بالغالي والنفيس، من أجل عراق ديمقراطي حر، مزدهر وشعب سعيد.
صحيفة الوقت
19 فبراير 2010