تضاربت آراء الحقوقيين البارزين في تقييمهم للمشهد العام للعمل الحقوقي الذي برز مع فجر المشروع الإصلاحي، رغم ان الجمعية البحرينية لحقوق الانسان ليست وليدة المشروع ولكنه شاع صوتها وذاع مع الانفتاح العام الذي شهدته المملكة بعد تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، وفتح الباب امام مؤسسات المجتمع المدني للحراك اليومي.
صحيفة الايام من خلال صفحة (الجمعيات والنقابات)، نشرت تصريحين حقوقيين مختلفين احدهما لرئيس الجمعية البحرينية لحقوق الانسان عبدالله الدرازي، والاخر للناشط الحقوقي وعضو الجمعية ذاتها سلمان كمال الدين، الذي كان لفترة طويلة من قياديي الجمعية.
كان التصريح الاول الذي تم نشره هو لكمال الدين الذي اعتبر ان العمل الحقوقي في البحرين (بحاجة لإعادة النظر فيه وانتشاله من التراجع الذي يعيشه في هذه الفترة نتيجة للفجوة التي خلقت مع الجهات المعنية بالعمل الحقوقي من جانب ومن الدخلاء على العمل بغرض نيل موقع معين وجذب الأضواء من جانب آخر متوقعاً أن ينحسر العمل الحقوقي خلال عامين إذا لم يعالج).
وهذه لفتة مهمة ومخيفة في ذات الوقت، تستشرف الاوضاع الحقوقية بانها ستكون في انحسار، والعملية الديمقراطية في أي بلد كان لا بد ان تحتاج الى حراك حقوقي رسمي وأهلي.
في قبال هذا التصريح، أكد الامين العام للجمعية البحرينية لحقوق الانسان عبدالله الدرازي ان العمل الحقوقي بخير والحديث عن انحساره باطل.
إذا أصبحنا امام تصريحين مختلفين تماماً، وأصبحنا تائهين، هل نكون قلقين كما هو كمال الدين ام على العكس مطمئنين واثقين كما هو الدرازي.
الاصح هو اننا نوازن الامور، وننظر بعين متجردة لهذا العمل الحقوقي برمته، وبكل مؤسساته، ونقدم أسئلة واضحة ونريد الاجابة عليها من الطرفين حتى نتوصل الى حقيقة الامر.
وتختلجني عدد من الاسئلة التي ربما لو أثرناها نستنتج ما ليس لنا به علم:
هل القائمون على المؤسسات الحقوقية هم من المختصين في العمل الحقوقي؟
هل هم من المتابعين له ومن الراصدين بشكل جيد لكل انتهاك او رفع غبن؟
هل هم من المنصفين، فيقولوا للحق حقا وللباطل باطلاً فاجتنبوه؟
هل هم مخيرون وليسوا مسيرين؟ لا يركنون لإملاءات هنا او هناك، بل لا يخافون أي وعيد؟
ثم نستتبع كل هذه الأسئلة بأسئلة أخرى:
ألم تستطع هذه الثلة من دون الحصول على دعم ان ترمي حجارة في المياه الراكدة؟
الم يستطيعوا ان يتواصلوا مع الجهات المعنية لزيارة ما كان محظورا عليهم زيارته؟
ألم يقدموا توصياتهم وتقاريرهم ليزيلوا الشوك عن اماكن لا يعلمها إلا الراسخون في السجن؟
ربما بعد ان قدمنا هذه التساؤلات نستطيع ان نكون منصفين وتكون اجابتنا مرضية.
صحيفة الايام
1 فبراير 2010