لم يتبق عن موعد الانتخابات النيابية سوى أشهر معدودات، تتصاعد فيها الأنفس، وتنشد الأعصاب، فكان الله في عون المترشحين، وكان الله في عون الناخبين.
ورغم ان هناك تململا من الاداء النيابي بمجمله الذي راح بعيدا في كثير من محطاته عن الجادة، إلا انني اخشى ان يرمي الناخبين أصواتهم في رقاب العلماء خوفا من حر نار سخرها جبار لغضبه.
المستجار بالله من النار والعذاب، أليست هذه العبارات التي كان البعض يرهب ويخوف الأخر بها اذا لم يلتزم بالتصويت لفلان من الناس.
لا أقصد مذهبا معينا، فكل الاسلام السياسي متشابه، وإن تعددت مشاربه، فعمر أخ زيد، وكلاهما يرهبان ويخوفان، بالحميم والزقوم، والويل والثبور وعظائم الامور، فكانت نتيجة هذا كله، نوابا لا يعرفون من البرلمان إلا اسمه، ومن القوانين إلا رسمها.
نريد ممن ينوي الترشح ان يضع مصلحة هذا الوطن فوق كل اعتبار، لا تأخذه في المواطنة لومة لائم، يدخل الى قبة البرلمان فيخلع نعل الطائفية لأنه سيدخل وادي الوطن المقدس.
والله، بملء فمي أقولها، إذا وقفنا جميعا يدا واحدة امام كل من يتفوه ببنت شفة ليملأ الارض بنتانة الطائفية، فإنهم سيتوارون وينتهون، ولن يبقى لهم مكاناً بيننا، ولا حتى في وطننا.
صحيفة الايام
22 يناير 2010