في 6 ديسمبر 2007 صرح إبراهيم بوصندل، نائب رئيس كتلة الأصالة، أنه – وعدد من النواب- يتدارسون قرار الاستقالة لأنهم ‘لا يريدون أن يكونوا درعاً للحكومة’ تذمراً آنذاك على تعاطي الحكومة مع ملف المتقاعدين.. بيد أن الأيام والمواقف أثبتت، مرة بعد مرة، أن كتلة الأصالة ليست درعاً للحكومة فحسب.. بل وخير عوين وظهير ولسان لها في كل المواقف والملمات..!!
مؤخراً فقط؛ جددت الأصالة ‘العهد’ بتخليها عن مسيرة ‘.. إلا لقمة العيش’ بعد أن كانت قد دعت لها وسجلت فيها بذريعة أن ‘الزيادة لم تتم حتى الآن’ وأنها ‘قيد الدراسة’ تبنياً للرد الذكي لحكومتنا التي لم تقل في ردها شيئاً؛ ولم تجزم بشيء سوى بأن النية موجودة وقائمة و’قيد الدراسة’!!
بالطبع ليست الأصالة وحدها من تخاذلت عن المواجهة فهناك عدد غفير من النواب المستقلين الذين ينتفضون داخل الجدران وأمام الميكروفونات وعلى صفحات الجرائد أحياناً ليذروا الرماد في أعين ناخبيهم ولكنهم، إن دقت الساعة وحصحص الحق ووصل الأمر لإحراج الحكومة أمام وكالات الأنباء وعدسات الفضائيات؛ تواروا في استحياء كالعذراء القاصر التي لا تخرج عن ‘شور’ أبيها – أو – قلبوا الطاولات ذوداً عن حياض الحكومة كما فعل النائب السعيدي، الذي لم يكتفِ بالتخاذل ‘وهو نائب لمنطقة جُل من فيها من الطبقة المطحونة’ بل وأتحفنا بتصريحات طائشةً تسقط المسيرة وتقول إن من الأولى الاحتجاج على ‘الخمور والانحلال الأخلاقي’.. ولا ندري ما الذي يمنع نائبنا الموقر من تنظيم مسيرة ‘ تحتج على الانحلال’ دونما التخاذل عن تسجيل موقف ضد استباحة تفقير الشعب..!!
جمعية الميثاق بدورها فعلت المثل ووضعت علامة ‘استفهام’ على المسيرة ولكن العتب عليها مرفوع. فهي -على أية حال- جمعية لا يتوقع منها أحد موقفا يخدم الشارع ويتضاد مع الحكومة.. ولكن العتب هو على عدد من القيادات السياسية المعارضة التي غابت عن المسيرة لأسباب غير مفهومة ولا مقبولة..
على كلً يُحسب للمسيرة منجزين مفصليين: أولهما أنها مثلت – حتى الآن- أكبر إجماع وطني بحريني شاركت فيه 11 جمعية واتحاد نقابات البحرين ‘ وكانت المفاجأة مشاركة المنبر الإسلامي كتفاً بكتف مع جمعيات لا يجمعها معهم قاسم مشترك’ وهي رسالة واضحة أن القوى الوطنية ، في وقت ما ومرحلة ما ؛ ستتكاتف عندما يأتي الأمر للقمة العيش وغياب السياسات العادلة.. كما ويحسب لها أنها كانت استفتاءً علنياً؛ وموقفا مسجلا مدويا يمثل سابقةً في المنطقة، يرفض الغلاء ورفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية قبل التأسيس لبديل يتيح عدالة توزيع الدعم على المحتاجين؛ وهم جمعٌ لا يستهان به في البلاد.
بلى؛ تعودنا في هذه البلاد على نغمة التطمينات التي تسبق سياسة فرض الأمر الواقع.. وتعودنا أن تعلو رغبة الحكومة على رغبة الشعب دوما.. وتعودنا على أن فزعة نوابنا وخطبهم العصماء تتطاير كالبخار عندما يأتي التصويت على الرغبات الحكومية كما وتعودنا: أن يقنعنا الإعلام الرسمي أنه ‘أعلم بمصلحتنا منا’ !!
تعودنا نقول، وسندير خدودنا للصفعات دوماً إلا عندما يأتي الأمر .. للقمة العيش..
الوقت 10 يناير 2010