في الايام القليلة الماضية احتفل العالم بالعام الجديد وأتى هذا الاحتفال كغيره من الاحتفالات والمناسبات مليئاً بالآمال والامنيات السعيدة، وتأتي في مقدمة هذه الآمال ان يكون العام الجديد عام سلام وطمأنينة خاليًا من النزاعات الطائفية والعرقية والعنصرية في ظل الجهود الدولية لحل مشاكل شعوب القارات المتعلقة بالتنمية والبيئة والصحة وغيرها والالتزام بسياسات اقتصادية واجتماعية تعالج الفقر وتكافح التمييز والاستغلال والظلم واضطهاد الانسان للانسان في ظل عالم يحكمه نظام عالمي ديمقراطي متعدد الاقطاب متوازن.
وفي هذه المناسبة، احتفل البحرينيون كغيرهم من شعوب الارض وهم في غمرة تطلعاتهم نحو بحرين يسودها الحب والامان والعيش الكريم .. بحرين قادرة على تجاوز تحدياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية راسخة ومنسجمة مع مستلزمات التنمية والحرية والديمقراطية بكفاءة عالية يضمن ولا سيما بعد المتغيرات السياسية التي تشهدها الآن ما يراد تحقيقه من زيادة في دخل الفرد وارتفاع مستوى المعيشة وتحسن في الصحة والتعليم والسياسة الاسكانية وفي مقومات الحياة الاجتماعية الاخرى وما يقتضيه تحقيق ذلك من تخطيط واهتمام وتطور في البنية التحتية “بحرين لا يعكر تطورها واستقرارها الفساد والمفسدون الذين دأبوا على هدر المال العام واللعب بنار الطائفية وحتمًا المضي في هذه اللعبة هلاك للجميع ولاولئك الذين ولمصالح خاصة ضيقة تضيق صدورهم من العملية الاصلاحية ومن المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي كلما ارتقت كلما اصبحت بحريننا “حليوه” نموذجاً راقياً في سلم التطور الحضري والاجتماعي .. نموذجاً يمتزج فيه الولاء للوطن والوحدة الوطنية والحقوق المتساوية والامن والرقابة وسلطة القانون والتقدم الاجتماعي امتزاجاً لا انفصام له.
نعم تفاعل البحرينيون مع هذه المناسبة وهم في قمة تطالعاتهم نحو تكاتف الجميع وتضافر الجهود نيابية وحكومية واهلية للمضي قدماً في تفعيل الرؤية الاقتصادية 2030 بثقة واخلاص وتفانٍ ومراجعات لان السير في طريق هذه الرؤية هو ارتقاء للوطن والمواطن.
وتمثل ايضاً هذه الامنيات والآمال في ان يضاعف المجلس النيابي انجازاته التشريعية والرقابية وان يشهد الاداء نشاطاً واسعاً يجسد بالرغم من المكتسبات والمنجزات البرلمانية المتواضعة مصالح المواطن الذي هو ثروة الوطن .. المواطن الذي يعلق الآمال على اصحاب السعادة الذين وفي معظم الاحوال تحولوا الى نواب خدمات او بالاحرى نواب مجالس بلدية لا برلمان وذلك لحاجة في نفس يعقوب!!
ولا يخفى على احد ان احتفال البحرينيين بالسنة الجديدة 2010 رافقته مخاوف كثيرة عبر عنها بعض المواطنين ولا سيما بعد الحديث عن احتمال ارتفاع سعر البنزين وارتفاع الاسعار عموماً الامر الذي له تداعيات اقتصادية واجتماعية صعبة ومن جملة هذه المخاوف هناك من يقول حاولنا الصمود في ظل ارتفاع الاسعار في وقت الازمة الاقتصادية من خلال الاقتراض وصبرنا على ان تنفرج الازمة في 2010 وبعدها فوجئنا بالتوجهات الجديدة المعنية برفع سعر البنزين وازالة الدعم عن بعض السلع مما قد يؤدي الى اختناق بعض الاسر الفقيرة في ظل تدني المعيشة وتدني الرواتب. واعتقد بانه بعد صدور مثل هذه المفاجآت على ابواب السنة الجديدة ستجعل الفرد يعيد حساباته ومن بين ما قيل ايضاً او كثر تداوله ان ارتفاع الاسعار المتواصل لاهم الحاجات الاساسية تجعل من المواطن ضحية وبالتالي ارتفاع الاسعار وما يتردد عن رفع سعر البنزين وازالة الدعم الحكومي عن السلع الاساسية تجعل حياة المواطنين صعبة وخاصة في ظل تدني الرواتب التي لا تكفي لتلبية الاحتياجات الضرورية.
وأخيراً طموحات واحلام المواطنين كثيرة نأمل ان تتحقق وخاصة تلك التي لها علاقة بالاستقرار الاسري والعمل وتحسين الحياة المعيشية، وكل عام وأنتم بخير.
صحيفة الايام
9 يناير 2010