اي دم يسفك ظلما على اي بقعة من بقاع العالم فهو دم عزيز غال، لا يقدر بكنوز الارض. فللدم معنى كبير يفوق معنى السيف، ولكن اذا كان هذا الدم من أجل العدالة الاجتماعية، وكرامة البشر، اذا كان هذا الدم مدعاة للوحدة بين الناس، بين الأبيض والأسود بين هذا المذهب وذاك، وبين أصحاب اليمين واليسار. ان للدم معاني غير المعاني التي يذهب اليها بعض من يحبون إراقته بدواع وحجج واهية تتلبس بالاسلام وهي لا تعرف منه إلا اسمه. ان الدم يعني السلام والحب والحياة والوحدة والاتحاد. ولهذا نقدر عاليا الجهود التي يبذلها أهالي النعيم عامة والقائمين على حملة الامام الحسين للتبرع بالدم خاصة، على هذه الجهود المضيئة التي يقدمونها خلال موسم عاشوراء الذي نعتبره محطة مهمة للتآخي والوحدة والاجتماع على كلمة سواء. وما هذه الروافد التي ترفدها الحملة على بنك الدم المركزي إلا دليل وعي مجتمعي وترجمة لمعاني السلام التي ينادي بها احرار البشرية. ان الملبين لنداء الدم لهم قبلة على جباههم، فحين تمد السواعد ليأخذ الدم من تلك الشرايين، دون النظر الى اين سيذهب هذا الدم، وأي جسم سيدخل فيه، واي عقل سيخالطه ، هي ترجمة حقيقية وفعلية لنداء العقل والدين والضمير. ان أهل البحرين بكافة شرائحهم يثبتون للعالم انهم مسارعون في الخيرات، محبون لوطنهم، متآخين متآزرين. ختاما: الدم لا يعني العنف، لا يعني الارهاب، لا يعني قتل الاخر، او زعزعة امن مجتمع، فلنفهم ما يحمل الدم من معنى. دمتم ودام الدم الذي يروي أغصان السلام.
صحيفة الايام
23 ديسمبر 2009