أن تعيش في بلد ليس به قانون يحكمه بغض النظر عن ما هو القانون، فإن هذا البلد يعتبر غابة. وان كان هناك قانون أي كان شكل القانون ولا تلتزم به فأنت كمن يعيش في الغابة.
فلا غرابة أن ترى من يريد أن يعيث الفساد في الأرض ومن ثم يريد أن لا تطاله يد العدالة.
مخطئ كائن من كان، من يعتقد أن من يفسد في الأرض يدوم طويلا، ليس المقصود في عمره، فهذه حكاية أخرى مرهونة بيد من يبقي ويذر. إن كان الأمر مستورا لسنين فلا بد له أن ينكشف بغمضة عين، من مد يده ليأخذ مال ليس له حق فيه، لا بد ان يكون مصيره هناك وراء القضبان.
من يتستر على الجرم، فهو مجرم، هكذا نفهم الحق، وان كنا لسنا من ذوي القانون، ولكن لا اعتقد ان الجميع يفهم ذلك.
أي ارض تعيش عليها يجب أن تحترمها، وأي بلد تأكل من خيراتها عليك أن تكشف أي خلل فيه، حتى لا يغرق الجميع في مستنقعات الفساد.
كل هذا، لأني اعلم جيدا أن هناك داء قد بدأ يستشري، و على الجميع أن يتصدى له وإلا سنجبر على أن نساهم في توسيعه حتى تنتهي أمورنا بالسرعة المطلوبة.
كنت في حديث مع احدٍ له من القدر والشأن ما له، وتجاذبنا أطراف الحديث عن هذا الداء، فتعجبت انه وبملء الفم يقول انه لا يوجد احد لم يصب به. هل حقا الجميع يرتشي؟! لا اعتقد، لسنا في أي دولة أخرى، إننا في دولة المؤسسات والقانون. أنا متأكد أن صاحبنا كان يبالغ، ولكن اعتقد بأن لا توجد نار من غير دخان، وآخر هذا الدخان ما أحيل إلى القضاء بشأن مفتشي السياحة.
لحظة من فضلكم: أود أن أتساءل، عن ألعاب مشبوهة يصرف عليها مئات الدنانير والفائز يحصل على تلفون فهل لنا أن نعرف ما حكايتها؟! لماذا مسموحة عند البعض وممنوعة عند البعض؟! أليس القانون على الجميع؟!
الأيام 28 نوفمبر 2009