في المقال السابق عن الجمعيات السياسية أشرنا الى العديد من المنغصات الموجودة عند الجمعيات السياسية والتي نريد لها ان تتجاوزها حتى تستطيع ان تؤدي الدور المطلوب منها. ولزاما عليّ، أود أن أؤكد ان المقصود بالجمعيات السياسية التي تناولتها وسأتناولها حاليا هي كل الجمعيات السياسية، ولم يكن المقال السابق إشارة لأحد، هذا تبيان للناس، ومن أراد ان يفهم غير ذلك فهذا شأنه، والله على ما أقول شهيد. ان النقد النابع عن معزة ومحبة لهذه الجمعيات هو في محله، بل اذا لم يوجد مثل هذا النقد فالمعنى واحد وهو ان هذه الجمعيات التي لا تقبل بالنقد تعيش دكتاتوريتها، وبهذا عليها ان لا تطالب بالديمقراطية، فمن المعيب ان ترى دكتاتورية بأي شكل كانت تنادي بالديمقراطية. الجمعيات السياسية لها تاريخها وعملها السياسي الذي نحترمه، ولكن عليها ان تقدم ما يمكن ان نفخر به وما يمكن ان تقدمه للإنسان والوطن والمواطن حتى يذكرها دوما ويرفع اسمها على رؤوس الاشهاد. أحد الاحبة وجه ملاحظة عزيزة بمعزته، يشير فيها الى ان اي نقد أوجهه لهذه الجمعيات فإنه حتما يجب ان أوجهه لنفسي كوني عضوا في لجنة مركزية بجمعية سياسية. يا سيدي ملاحظتك وتوجيهك على رأسي، ولكن هذه المقالات هي تمتمات أوجهها لكل مكتب سياسي ولجنة مركزية وأفراد بالجمعيات، وهي أمل أود ان أرى عليه هذه الجمعيات، بما فيها الجمعية التي انتمي لها، والتي هي جزء مني كما انا جزء منها. احترم كل وجهات النظر والملاحظات التي بدت على المقال الاول، ولكن مازلت مصرا ان الجمعيات بحاجة الى مراجعة كبيرة، والى دور اكبر. ربما لا املك القدرة على العطاء المطلوب، ولكن أحب ان أرى هذه الجمعيات كما أود. هي وجهة نظر أبديها، ومشاعر أعلنها، خوفا على المستقبل، فقد استشعرت الالم عند البعض.
صحيفة الايام
16 نوفمبر 2009