الجمعيات السياسية بشكل عام لها في التجربة العلنية والممارسات الديمقراطية الشيء الجديد، وربما يمكن لنا ان نقدم لها النصيحة والنقد البناء إذا ما أرادت هي أن تستمع للآخرين، ففي بعض الأحيان نرى نفورا من النقد والتناصح.
لا نريد لها الفشل ولا تتصور هذه الجمعيات إننا يوما سنريد لها أن تتعثر، حاشا لله، كل الجمعيات لها تقديرها واحترامها رغم اختلافنا مع بعضها في المواقف والتحليل وغيرها من أوجه الاختلاف إلا أننا لا نشك في إخلاصهم الوطني.
هذا مبتدأ للمقال الذي نريد ان نشير في خلاصته إلى أن الجمعيات السياسية ألان أصبحت (باردة) بالنسبة للناس والجماهير بل هي كذلك بالنسبة لأعضائها، بل واني على يقين أن كل الجمعيات تشعر ان حالها في تراجع بخلاف ما كان عليه بداية التأسيس والحماس والاندفاع الذي كان عليه المنتمين لهذه الجمعيات السياسية التي كانت لها رنات ورنات. أما الآن فيا للأسف، أصبحت لا تتعامل إلا بردات فعل، بعد ان يصدر قانون، او تقرير او .. او، دورها ألان هو فقط في إحياء الذكريات والبكاء على الأطلال، او اختزلت نفسها في ندوات سياسية تعقد كل أسبوع في مقر جمعيتها، هذا إن لم تتعثر هذه الندوات عند البعض. وإن سألت عن الوجوه التي تحضر هذه الندوات فهي ذاتها التي تراها كل أسبوع، أما المحاضرون فهم هم، فكل جمعية تجعل من أعضاءها فقط منتدون، وإن تطوروا وأحبوا التغيير طلبوا من صديق لهم او محسوب عليهم ان يشارك الأعضاء في الانتداء.
أصبحت فعالياتهم (مملة) لا طعم لها، ولذلك لا تجدون جوابا عندما يوجه لكم سؤالا كم من الأعضاء الجدد استقطبتم.
تركتم الحبل على الغارب، وهمشتم الشباب وتضربون بآرائهم عرض الحائط، ثم تريدون ان يكون متوسط عمر الأعضاء اقل مما هو موجود عندكم.
نفرتموهم حتى بلغت حناجرهم التراق، فراحوا يبحثون عن البديل، فهل ستعقلون ما هو البديل…. ستبكون يوما من الأيام نتيجة هذا التغابي. إن لم تراجع هذه الجمعيات أدائها فسوف يبني العنكبوت عليها وعلى من فيها..
الأيام 13 نوفمبر 2009