من الواجب على المنبر التقدمي ان يحيي أياماً لرئيسه الفخري أحمد الشملان، المحامي والشاعر والمثقف، والحامل هموم الناس. كان اسمه يطرق آذاني في تسعينيات القرن الماضي، وعندها لم أكن اعرف ما كان يحمله الشملان من فكر وايدولوجيا، ولكن كنت اعرفه من خلال ما اسمع عنه، ليس في الإعلام ولا عند الشعراء ولا المثقفين، ولكن كان اسمه يتردد عند عوام الناس وبسطائهم. الحديث عن (أبوخالد)، لا ينحصر في فترة زمنية ولا في حدث معين، ولكنه معين لا ينضب. تستطيع ان تقدمه كرمز للوحدة الوطنية، لا يفرق بين ما هو طبقي ولا بين لون ولا جنس، لأن عقله تشرب الفكر الوطني الديمقراطي، هكذا نماذج نريد، تبتعد عن اية مصالح ضيقة، سواء مذهبية أو حزبية أو فؤية. صقلته الحياة، بعدما انخرط في العمل السياسي في عمره المبكر، والذي نتج عنه تنقله بين أمصار العالم، ليأخذ منها ما يفيد رغم مرارتها. لم يكن الشملان سياسيا فحسب، بل كان اديبا، له من المؤلفات الكثير، فكما دخل السياسة في سن مبكرة، دخل عالم الشعر والشعراء في ذات السن. ان المنبر التقدمي الذي يضم في صفوفه العديد من الفنانين عليهم ان يجسدوا تراث الشملان ويترجموه الى واقع، من خلال (مسرحة) بعض أعماله، وهو أمر يستحق من وزارة الثقافة والاعلام ان تتبنى بعض هذه الاعمال التي تؤصل مضامين الحياة التي رسمها مبدع بحجم الشملان. مشكلتنا في العالم العربي، ان لدينا عقولا ومبدعين ومثقفين، لا يتم تذكرهم إلا بعد ان نفتقدهم، او بعد ان يهاجروا الى الغرب. اذا كان هناك اهتمام بالثقافة فلابد من الاهتمام بالمثقفين، وإذا كان هناك احتضان للابداع فلابد من احتضان المبدعين. ان تقرأ شعرا فذلك جميل، ولكن ان تقرأ لشاعر بحجم الشملان وتاريخه فلذة ذلك أجمل.
صحيفة الايام
23 اكتوبر 2009