توقع نائب رئيس كتلة الوفاق النيابية خليل المرزوق ان يشهد هذا الدور الاخير لمجلس النواب (شد أعصاب) بين الاطراف، وربما قد يكون هذا التصريح اعلانا لأسلوب متشدد في التعاطي مع الملفات والقضايا، ليس على صعيد الوفاق فحسب، بل على المستوى النيابي برمته. شد الأعصاب إذا حملناه بأوجه مختلفة، فإنه سيكون محل نقيض مما ذكره الامين العام لجمعية الوفاق ورئيس كتلتها الشيخ علي سلمان في الجلسة الاولى، الذي ركز على ضرورة ان يكون التعاطي النيابي والأداء والاختلاف يدار بأسلوب حضاري، وان يتم التركيز على المستوى المعيشي للمواطنين، لأن هناك أزمات مختلفة وتحديات كثيرة، تبرز في مناقشة قضايا الإسكان والعاطلين وغيرها من الملفات. الأولويات التي حددتها الوفاق، هي أولويات إذا ما أخذت بالطابع الوطني، من شأنها ان تعزز من الوحدة، وتبتعد عن الفرقة والخلاف. وبما ان المرزوق يعرف تمام المعرفة ان من بين أولوياتهم ملفات توتر من أجواء المجلس، فإنه توقع ان تكون الأعصاب مشدودة. الدور الرابع لن يكون بمنأى عن التوترات التي يجب ان يتحمل النواب مسؤولية تداعياتها على المستوى الجماهيري، فالانعكاسات ستكون شديدة بسبب (دعايات انتخابية حتمية). إذا كان هناك شد في الأعصاب بين النواب، فيجب ان يكون من أجل الناس ومعيشتهم، وزيادة دخلهم، ومكافحة الفقر والحرمان، وحل الملفات المعيشية، كملف الإسكان الذي يحتاج الى تركيز، فتصريحات وزير الإسكان قد تقلق الكثير من المواطنين الذين احتسب لهم بدل إيجار وأعانتهم هذه المساعدة المشروعة على تسديد جزء من نفقات إيجاراتهم. فإذا كان الحد الأدنى لراتب المواطنين 200 دينار، فكيف له ان يعيش في إيجار شقة لا يقل إيجارها الشهري عن 150 دينارا! انه لعجب عجاب. على النواب ان يبتعدوا عن المهاترات والاصطفافات، ويفكروا في الناس وعيشهم.
صحيفة الايام
22 اكتوبر 2009