المنشور

تشارلز بليغريف




  • شخصية السير تشارلز بليغريف عادت إلى الاهتمام السياسي في البحرين، وهناك
    حديث عن استعداد المخرج البحريني بسام الذوادي لإنتاج فيلم عن شخصية «المستشار»
    الذي كان مسئولا عن إدارات الدولة ما بين 1926 حتى 1957. كما قام مركز البحرين
    لحقوق الإنسان في شهر رمضان بنشر ترجمة لجزء من يوميات بليغريف، وهي اليوميات التي
    كان يكتبها يوما بيوم عندما كان مسئولا عن إدارة الدولة، وكانت هذه اليوميات قد
    انتشرت (باللغة الإنجليزية) على مواقع الإنترنت… ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع بليغريف
    فإن يومياته أصبحت مصدرا مهما لكل من يهتم بدراسة تاريخ البحرين الحديث. بليغريف
    ولد في العام 1892، وجاء إلى البحرين بوظيفة مستشار في العام 1926، وخرج من
    البحرين بعد انتفاضة الخمسينيات في العام 1957، وتوفي العام 1969.



     



    وقد كتب بليغريف ثلاثة كتب، وهي مذكراته الرسمية Personal Column (وهي تختلف عن
    اليوميات المكتوبة في المفكرة الشخصية اليومية والتي نشرت حديثا على الإنترنت)،
    وكتاب عن واحة سيوة Sewa Oasis وكتاب عن «ساحل القراصنة» يرصد كيف أن بريطانيا التي لم تكن تهتم
    بالخليج في القرون الماضية، وأنها إنما تدخلت وفرضت سيطرتها على كل مياه الخليج من
    أجل منع هجمات القراصنة على سفنها التجارية وهذا كان سبب توقيع «اتفاقية 1820» مع
    مشايخ الخليج. وقد ترجمت مذكراته الرسمية وكذلك كتاب ساحل القراصنة، مع تعديلات،
    لأن القارئ العربي قد لا يتحمل صراحة المستشار.



     



    ولكن بليغريف لم يترك الكتب الثلاثة فقط، فاليوميات التي نشرت على
    الإنترنت (وترجم جزء منها) تقارب عدد صفحاتها الألفين وهي شيء جديد أضيف مؤخرا.
    ولكن هناك معلومات كثيرة أخرى نشرت كتقارير رسمية عن حكومة البحرين، وهي متوافرة
    في المكتبات الكبرى، بما في ذلك مكتبة «مركز الإمارات للدراسات والبحوث
    الاستراتيجية» في أبو ظبي، وهذه التقارير غنية جدا بالمعلومات التي يحتاجها أي شخص
    يدرس البحرين، وحتى أن رسالة الدكتواره المهمة التي أعدها المفكر الكويتي محمد
    الرميحي عن البحرين في العام 1970 اعتمدت كثيرا على هذه التقارير.



     



    بليغريف أصدر ونشر مابين 1926 و1957 نحو 30 موازنة للدولة، و30 تقريرا
    ختاميا لحسابات الدولة، وهذه التقارير تحتوي على معلومات كثيرة وشفافة، وهي ترصد
    واقع ومجريات البحرين سنة بسنة في تلك الفترة. والملاحظ أن هذه الموازنات
    والتقارير السنوية «اختفت» مع رحيله من البحرين العام 1957، والناس لم يروا موازنة
    إلا ربما في العام 1974 في أيام المجلس الوطني، ومؤخرا منذ العام 2002 -كل سنتين-
    بدأ مجلس النواب يرى موازنات للدولة، وبين فترة وأخرى يتسرب تقرير هنا وهناك عن
    حساب ختامي أو تقرير عن ديوان للرقابة… ولكن كل هذا النشر وكل التفصيلات التي
    نراها هذه الأيام مازالت دون مستوى تدفق المعلومات الذي كان متوافرا في البحرين
    مابين 1926 و1957


     

    الوسط  27 سبتمبر
    2009م