أولاً: نتوجه بالشكر والتقدير لسعادة وزير التربية والتعليم الأخ الدكتورماجد النعيمي، وكذلك للأخ الدكتور إبراهيم جناحي رئيس جامعة البحرين لتفاعلهما الايجابي مع قضية الناشطة الطلابية نور حسين مسؤولة قائمة الوحدة الطلابية بالجامعة، ولأنهما دفعا القضية في اتجاه الحل، رغم معرفتنا بأن من ورطوا الجامعة بالقرار التعسفي ضد نور لم يكونوا يرغبون في ذلك، ولا يريدون أن يصدقوا أن أموراً كثيرة قد تغيرت في البحرين، وأن بحرين اليوم ليست هي البحرين التي كانت في مرحلة قانون أمن الدولة.
ثانيا، كنا نتمنى لو أن مجلس الجامعة وهو يتعاطى مع قضية نور التي شغلت المجتمع خلال الأسابيع القليلة الماضية، قد جنح نحو إلغاء فكرة العقوبة ضدها من الأساس، ولم يكتف بتخفيفها من إلغاء تسجيلها في مقرر دراسي سبق أن اجتازته وبتفوق، إلى الإنذار النهائي، لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وعلى خلاف ما يظن البعض فان مجلس الجامعة كان سيكبر في عيون المجتمع أكثر لو انه أقدم على هذه الخطوة الشجاعة، مع ذلك نقول شكراً لأن القرار المتخذ أنقذ نور من أعباء إعادة الفصل الدراسي الملغي، ووفر عليها وعلى عائلتها ضغوطاً نفسية كان يجب ألا تكون أصلاً، لو لم يتخذ القرار.
ثالثا: كنا نتمنى لو أن مجلس الجامعة لم يوزع البيان الصحافي الذي أصدره حول تخفيف العقوبة ضد نور، والذي قال فيه انه اتخذ قراره بعيداً عن المطالبات الواسعة، في الصحافة وفي المجتمع، فالأجدر أن يقال بأن مجلس الجامعة اتخذ قراره حرصاً على مصلحة طالبة مجتهدة ونشطة من طالبات الجامعة، وتفاعلاً ايجابياً مع ما عبرت عنه الفعاليات السياسية والمجتمعية والصحافية من مناشدات ومطالبات بإعادة النظر في القرار، تعبيراً عن حرص إدارة الجامعة في التواصل مع المجتمع بكافة أطيافه.
رابعا: كنا نتمنى لو أن مجلس إدارة الجامعة نأى كلية في بيانه المذكور بخصوص تخفيف العقوبة عن استخدام مفردات غير لائقة بحق من طالبوا بإعادة النظر في القرار من إعلاميين وسياسيين ونواب ومنظمات طلابية وشبابية، خاصة تلك المفردات التي تتحدث عن أجندات خاصة للجمعيات السياسية.
أجندتنا، أيها الدكاترة الأفاضل، هي أجندة الوطن والحريات الديمقراطية والنقابية، أجندة التمسك بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك والدفاع عن المكتسبات التي جاء بها هذا المشروع والسعي لتعميقها وتطويرها والبناء عليها، وإزالة ما يعوقها من تشريعات وأنظمة ولوائح وتدابير على شاكلة التدبير الذي أتخذ ضد نور حسين.
وهذه الأجندة معلنة وواضحة ونجاهر بها صباحاً ومساء، ولن تثنينا عنها التهويلات المغرضة التي جعلت من قضية عادلة ومشروعة لطالبة نشطة تدافع عن حقوق الطلبة ذريعة للهجوم على المناضلين من أجل الحق والعدالة والديمقراطية.
خامسا: نتوجه بالتهنئة وبالتقدير لابنتنا ورفيقتنا الشابة نور حسين لأنها جعلت من قضية حرية العمل النقابي في الجامعة قضية المجتمع، ولأنها فتحت الأعين على ما يعتري اللوائح المعمول بها في الجامعة من قيود على حرية العمل النقابي، مخالفة لروح ميثاق العمل الوطني والدستور ومبدأ الشراكة السياسية بين المجتمع والجهات الرسمية.
لقد أظهرت نور طوال فترة الأزمة من الهدوء ورباطة الجأش والتمسك بعدالة قضيتها ما يجعلنا نفخر بها وبزملائها وزميلاتها الشباب العاملين في صفوف منبرنا التقدمي وحركتنا الديمقراطية.