بعد الضربة القاصمة التي تلقتها الطبقة الوسطى البحرينية جراء الارتفاعات الشاهقة في اسعار العقار نتيجة لفتح الباب “سداح مداح” للمستثمرين الخليجيين لتملك العقار في البحرين والهجوم الرأسمالي الشرس والبشع على البحر وشواطئه الوديعة، ها هي الثروة السمكية على موعد مع كارثة محققة جراء عمليات الدفان المتوحشة وعمليات شفط الرمال من قاع البحر بعمق أربعين كيلومترا داخل مياهنا الاقليمية والتي أدت إلى هدم وتجريف بيوت الاسماك التي استغرقت عملية بنائها عشرات ومئات السنين.
فكان أن شح عرض السمك البحريني في السوق وارتفع سعر “الهامور” إلى 6 – 7 دنانير للكيلوغرام الواحد، واختفى “الشعري” وتضاءل محصول “الصافي”!
والله زمان يا عبدالرحمن رفيع، شاعرنا البحريني الأصيل، الآن إذ نستعيد قصيدتك السبعينية الشهيرة “آه منك يا زمان الشعري الربعه بثمان”. وأين “الربعه” التي كانت تساوي مايقرب اثنين كيلو من كيلو اليوم؟!
إنها كارثة بمعنى الكلمة. وعلى أبناء الشعب البحريني توقع أن يتم تقنين صيد أنواع معينة من الأسماك مثل الصافي وذلك على غرار ما هو معمول به مع الروبيان.
والخوف أن يأتي يوم يعز فيه الصيد البحري أمام هذا الجشع الرأسمالي المنفلت العقال. فلكأن لا من شاف ولا من درى. وقلبي عليك ياوطني، فلقد كثرت الغربان!
فماذا عسـى المرء ينتظر من حكومـة “تلطيـش” اقتصادي وتشطير مجتمعي، ومن برلمان ضرير ومضر، ومن متنفذين داخل السـلطة لا يتورعون عن “حرث” وجرف البحر بأدوات صيدهم الجائرة في سبيل اشباع نهمهم وجشعهم الرأسمالي –
ماذا عساه ينتظر سوى هذا الحصاد المر؟!