المنشور

لنتعلم من ” آسـيان “


شعوب جنوب شرق آسيا (آسيان) تضم عشر دول (تايلند، الفلبين، ماليزيا، ميانمار، سنغافورا، إندونيسيا، بروناي، كمبوديا، لاوس، وفيتنام)، وهي تعتبر واحدة من الكتل الاقتصادية المتنامية، تتميز بالنمو السريع في المنتجات الزراعية، وتوافر إمكانات بشرية منتجة، وتصنيع محلي مخصص للتصدير، وقدرة على جذب الاستثمارات التي تصبُّ في صالح المواطنين. وهذه الرابطة قامت أساساً في العام 1967 بين خمس دول من أجل التعاون الاقتصادي، وخففت كثيراً من الجوانب السياسية، وبالتالي تمكنت هذه الدول من التعاون فيما بينها على رغم اختلاف نظمها السياسية واختلاف الاتجاهات الحاكمة في الدول الأعضاء.

أما مجلس التعاون الخليجي، فهو يضم دول الخليج العربي الست التي تتشابه في النظم السياسية، وهذا التحالف قام على أساس أمني في 1981، وعلى هذا الأساس، فإن الأجندة الاقتصادية لم تكن من الأولويات، وعندما انطلقت مؤخراً فإنها متعثرة، والتنافس الاقتصادي الذي يقف حائلاً أمام التكامل بين دول الخليج معروف للجميع.

وبوم أمس الأول (30 يونيو/ حزيران) وقّع وزراء خارجية دول مجلس التعاون و «آسيان» في اجتماعهم الأول في المنامة مذكرة للتفاهم تحدثت عن الرغبة في البحث عن ميادين إضافية للتعاون وكلفوا المسئولين في «التعاون» و«آسيان» بتطوير خطة العمل بين الجانبين؛ وذلك لضمان التعاون الفعال وإحراز النتائج الملموسة وتقديمها إلى الاجتماع الوزاري المشترك في العام المقبل، والذي سيكون في إحدى دول آسيان، وكلفوا الأمانتين العامتين في مجلس التعاون الخليجي ورابطة آسيان بدراسة وإعداد التوصيات اللازمة بشأن ” إبرام اتفاقية تجارة حرة بين الجانبين والتعاون الاقتصادي والتنموي والتعليم والثقافة والإعلام”.

والسؤال: كيف يمكن أن تنشأ علاقة بن كتلين مختلفتين من ناحية التشكيل؟ فدول التعاون أولى بأن تحقق التكامل الاقتصادي فيما بينها قبل أن تحققه مع دول آسيان. ويمكن لدول التعاون أن تتعلم من آسيان كيف تركز على الاقتصاد، وكيف يمكن توثيق العلاقات بين الشعوب ذات اللغات والاتجاهات المختلفة بصورة أفضل مما نفعله نحن في الخليج على الرغم من التشابه في الهويات الثقافية وفي النظم السياسية.


الوسط 2 يوليو 2009