الجميع القريب والبعيد، العدو والصديق، يتابع باهتمام ما يجري في العاصمة الايرانية طهران، بعد مفاجآت تحركات الشارع الايراني عقب اعلان نتائج انتخابات الرئاسة التي رجحت فوز نجاد بأغلبية كبيرة، مقابل خسارة المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي. توالت الاحداث والكل يتابع، هل يفوز الاصلاحي أم يبقى المحافظ في منصبه، وتحمس الكثير من الشباب العربي وحتى البحريني على الاقل ممن يتمنون فوز جناح الاصلاح على المحافظ في كل الاقطار ليس في ايران فقط، تمنوا ان يصل موسوي الى رئاسة الجمهورية الاسلامية لعلهم يرون ايران اصلاحية متحررة كما هو شعبها. ولكن، بالنسبة لي لا يختلف الامر سواء كان نجاد في الرئاسة ام موسوي وجماعته، لأن الامر سيان، مادام النظام هو النظام، والدستور هو الدستور، فمن يحدد الخيارات الاستراتيجية ليس نجاد وليس موسوي، بل ان من يحيد عن النهج الذي يراه المرشد بأنه خط الولاية سيكون في اليوم الثاني في منزله، يبحث عن عمل له، وبالتالي لن تجد موسوي يقلل من البرنامج النووي، ولن تجده من المغيرين لنظام الملالي، بل هو أعلن اكثر من مرة، انه ابن الخميني، اي ابن النظام الاسلامي الذي أطاح بالشاه في السبعينات. إذا اين سيكون وجه الخلاف بين موسوي ونجاد؟ في نظري ان الخلاف سيكون داخليا فقط، اي ان نجاد سيجمد الملفات التي يريد ان يحركها الشعب الايراني خصوصا الجيل الجديد المنفتح، باعطائهم الحرية الاكبر في اللباس والفن والغناء والسينما، بدلا من ان يأمر نجاد قوات معينة بدخول (البازار) ومصادرة الحجاب القصير الذي ترتديه الفاتنات الايرانيات. بينما قد لا نجد موسوي يتفاعل مع هذه المواقف، وقد لا نجده اكثر انغلاقا على الشباب، او حرمة للحجاب القصير، او اعطاء مساحة أكبر للشرطة للتعامل بحسب ما يراه البعض أمرا بالمعروف او نهيا عن المنكر. لذلك فإن الفرق سيكون داخل المجتمع الايراني وليس بما يتعلق بالعلاقات الخارجية ولا الملفات السياسية المختلف عليها، ولا فيما يتعلق بدعم ايراني لميليشيات او حركات سياسية هنا وهناك، فالسياسة العامة يرسمها المرشد الاعلى.
صحيفة الايام
20 يونيو 2009