أسدل الستار على انتخابات لبنان بوجهيها «الداخلي والخارجي»، وكما يقال: «ذاب الثلج وبان المرج»، ضمن معادلة مفادها: «منْ يمتلك المال، يملك ثلثي القوة، إن لم يمتلك القوة كلها!!»، غير أن النتائج التي قبلها الساسة اللبنانيون المختلفون في سعيهم للتهدئة لم تغيّر من الواقع الموجود. فلبنان، المثقل بالكوارث وتأثيرات التوتر في المنطقة، هو لبنان «المنقسم بشكل هائل، المدين بحجم هائل، المستقطب من الخارج ويعتريه الفساد»، وفق أحد المرشحين الذي قال، إنه رشح نفسه «ضدّ النظام السياسي الطائفي، ضد واقع موجود في الجنوب وفي البلد، وليس ضدّ أحد»، إلا أن هذا المرشح وغيره من «حملة الأفكار الجميلة التي لا تنتج طحيناً أمام المال السياسي» خاصة عندما يتحركون بسيارات موديل «79» لم ينجح منهم أحد، لأنهم لا يملكون.. وإن كان لا يملكهم أحد.
نتيجة انتخابات لبنان بلورة جزء من الصورة المستقبلية في المنطقة، وستكون الصورة أكثر وضوحاً بعد الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم الجمعة في إيران، فـ«كل شيء في العالم مترابط»، وما علينا إلا التأمل باهتمام بالموجود في محيطنا..
فإذا صار التجديد للرئيس الإيراني الحالي احمدي نجاد، خاصة بعد خسارة تيار «8 آذار» والمتحالفين معه بـ«دعم إيراني» فإن إيجاد التسويات للمشكلات في المنطقة ستراوح مكانها في أحسن الأحوال على ما يبدو، إن لم تتجه نحو الفوضى وخلط الأوراق، في أسوأ حالاتها، وذلك باستمرار التجاذبات التي خبرناها لما قبل انتخابات لبنان في صراع المحاور، عندما صرح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بقوله الشهير: «انه إذا فازت المعارضة في الانتخابات المقبلة في لبنان، فإن الأوضاع ستتغير في المنطقة وستتشكل جبهات جديدة تقوم على تقوية المقاومة».
وفي مقابل ذلك، سارع مسؤولون أميركيون بالإعلان عن دعمهم لقوى «14 آذار» واستعدادهم تقديم «المساعدات الأميركية السخية»، لكنها مشروطة للبنان وربطها بنتيجة الانتخابات وفوز «الموالاة»، في حين على الجانب الآخر، لاعب ثالث (إسرائيل) يصطاد في المياه العكرة، لتخليص نفسه من استحقاقات عملية السلام الشرق أوسطية، وفق مبدأ «الأرض مقابل السلام»، أو «حل الدولتين» كأساس تسعى إليه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وسط مؤشرات ضغط أميركية لإزالة المستوطنات، كجزء من الحل في المنطقة.
في هذا الملف، «نهاية الأسبوع»، نسلط ضوءاً بـ«المشهد السياسي» على الانتخابات الرئاسية في إيران التي تجري اليوم الجمعة، وكذا الحال حول تداعيات نتائج الانتخابات اللبنانية التي فازت فيها كتلة «الموالاة» بـ71 مقعداً نيابياً، وخسر فيها تحالف «المعارضة» التي يقودها حزب الله اللبناني بحصوله على 57 مقعداً نيابياً بفارق 14 مقعداً في مجلس النواب، لتبقى «المعارضة» معارضة، و«الأكثرية» أكثرية، والأسئلة اللبنانية كثيرة، وبالمثل أسئلة الخارج ولاعبيه المؤثرين كثيرة أيضاً، قبل وبعد نتيجة الانتخابات الإيرانية.
صحيفة الوقت
12 يونيو 2009