أعاننا الله على الحرارة بكل صورها وانواعها، فقد بدأت قاتلة مدمرة، بل ملعونة، وصلت في بعض صورها الى حد الوباء كما هو الحال مع حرارة انفلونزا الخنازير، كفانا الله واياكم شرها وشرورها، وسدد الله خطى وزير الصحة في مواجهتها. وبما ان الحرارة لها اشكال وانواع فإن كل الوزراء في حالة استنفار مع بدء موسم الصيف، فبعضهم سيكون مشغول في مواجهة ملفات الصيف، والآخر مشغول في البحث عن جهة سفر مطمئنة لا توجد بها لا حرارة إنفلونزا الطيور ولا الخنازير، وليس هذا هو حال الوزراء فقط، بل حتى النواب، فالبعض منهم يتحين فرصة الحرارة، حتى يظهر على السطح، وطبعا حرارتنا غير وغير، تنقطع فيها الكهرباء، والوزير فهمي الجودر أعانه الله على النواب، لم يمازحنا هذه المرة كسابقه بأن (الصيف هذا العام بلا انقطاعات). الحرارة لن تكون طبيعية هذا العام، حرارة خنازير وحرارة طيور وحرارة جو وحرارة انقطاعات، كلها تجمعت خلال موسم واحد، وبالطبع سترتفع الحرارة عند البعض لأن خطته للسفر قد تتغير خوفاً من الحرارة الموبوءة. أما المواطن العادي فلا خوف عليه من الحرارة متعود عليها، إن كانت حرارة طبية (فالبندول هو الحل)، وحرارة الخنازير بعيدة عنه لأنه لا يقربها في بلده ولا يتوفر لديه المال ليغادر الى البلدان الموبوءة، وإذا أصابته حرارة الانقطاعات فقد تعود في كل صيف ان يبيت على سطح داره، أو يفترش له سجادة وسط الحي ليتجمع الاهالي عليها.
صحيفة الايام
5 يونيو 2009