وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي، من الوزيرات التي استطاعت ان توجد اضاءات عديدة حقيبتها الوزارية، حالها ليس حال بعض الوزراء، بل هي تحمل هماً تطويريا نأمل ان توفق في ذلك. الملفات التي تقع على عاتق الوزيرة عديدة، الجمعيات الاهلية وعلاوة الغلاء والفقر وغيرها من الملفات الحساسة كان الله في عونها، ومهما عملت الوزيرة من جهد لن ينال رضا السواد الاعظم من الناس. لمعرفتي المتواضعة بوزيرة التنمية أعرف انها تتقبل كل ما يأتي من الصحافة فهي من الوزراء المنفتحين على الصحافة. الملف المتعلق بالوزارة والذي نتوقف امامه، هو ملف الفقر، ولما لهذا الملف من أهمية كبيرة وهم يشغل البال، فإن عدد الاسئلة النيابية التي تلقتها الوزيرة عن الفقر في البحرين وصل عددها 10 وجميعها تدور حول محور واحد، بحسب ما اشارت اليه البلوشي في جلسة النواب يوم الثلاثاء الماضي. نقول للبلوشي لا تسأمي من هذه الاسئلة، فالملف معقد، ويحتاج الى وقفة جدية لكي نستطيع ان نواجه هذا الملف بكل حزم، حتى ننقل حال المواطن من حال الى حال، بمعاييرنا نحن الدولة الخليجية، لا بتعاريف ومعايير أي منظمة أخرى، التي تحدد الدولار معيار للقياس فقر الفرد إذا اعتمدنا على هذا المعيار فإن أصغر طفل للتو بدا يحبو هو الاغنياء ومن أصحاب الثراء. لأننا بصراحة نتحدى ان يستطيع أي مواطن مهما اختلف عمره ان يستطيع ان يعيش بأقل من دولار واحد في اليوم، وإذا وجد شخص يعيش بأقل من دولار واحد في البحرين فهذا يعتبر معجزة، وأنا أطلب من وزارة التنمية ان تدلني على صاحب الاعجاز لأجري مقابلة صحفية معه. الوزيرة اكدت انه لا يوجد فقر مدقع في البحرين أي لا يوجد من يعيش بدولار واحد في البحرين، ولكن الفقر المدقع لدينا معياره ليس الدولار الواحد الجمهور والمواطنون لا تهمهم أرقام المنظمات ولا معايير الامم المتحدة، المواطن الذي تأتي عليه أيام يتمنى ان تنشق الارض لتبتلعه لأنه لا يستطيع ان يحقق (الأمن الغذائي) لأسرته هو الذي يعيش الفقر المدقع، المواطن الذي راتبه الشهري 150 دينارا ولديه أسرة هو الذي يعيش الفقر المدقع.. هذا هو معيارنا يا سعادة الوزيرة. فلا تجزعي ولا تسأمي من كثرة الاسئلة عن الفقر.. فالفقر في الوطن غربة.
صحيفة الايام
11 مايو 2009