تحت هذا العنوان ، بالضبط ،وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي ، قمت بكتابة مقال ، سلمته للصحفي الشاب – حينذاك – الأخ د.حسن مدن ، ونشره مشكوراً في مجلة “صدى الإسبوع ” البحرينية التي ، كان يعمل فيها.
تضمن المقال ، مناشدة المبدعين البحرينيين ، بضرورة تعبيرهم عن قضايا شعبنا وواجب منحهم له ، كل تلك المواهب المبدعة ، بإعتماد المدارس والأساليب المفهومة لدى الغالبية العظمى من المواطنين ، دونما مباشرة أو تهافت ، والإرتقاء بذائقة الجمهور المتلقي والتواصل الحميمي ، بل والعضوي معه عن طريق التواضع المبدئي وعدم التعالي أو التقوقع في الأبراج العاجيّة المغلفة بالغموض والإفتعال والتقليد الأعمى للمدارس التغريبية ، والترفع عن الإسفاف في الشكل والمضمون ، على حد سواء.
من نافلة الكلام ، القول بأن الآداب والفنون عامة ، هي أرقى مظاهر الحضارة الإنسانية ، وبها يحفظ للأمم والشعوب ، تأريخها المجيد ونتاجها المفيد الناصع ، فلا غرو إذا إهتمت الأجيال المتعاقبة ، بدراسة مختلف الحقب التأريخية ، عن طريق ، ما وصل لهذه الأجيال من روائع تلك الأمم والشعوب .
لقد أنشئت المنظمات الدولية ، الوطنية والقومية والأممية ، التي تعنى بالآداب والثقافات والفنون ،وعقدت المهرجانات والمؤتمرات ، ووضعت الجوائزالعديدة ، في مختلف البلدان ، وبقيم متفاوتة ، لمنحها ، في فترات زمنية محددة ، وأحياناً ، كل عام ، للمبدعين في كل الأصعدة ، تقديراً لإبداعاتهم وتشجيعاً لنتاجاتهم ، وهم يستحقون – طبعاً – المزيد من الرعاية والتقدير والإحترام .
واليوم ، تمر بلادنا ، البحرين الحبيبة ، بفترة تأريخية ذات دلالات وطنية تتطلب منّا بعامة ، ومن المبدعين بخاصة ، ضرورة البذل اللا محدود والعطاء الواعي، في سبيل التصدّي لكل السلبيات ومحاولات الطأفنة المقيتة والتشظّي والتمييز والتجنيس غير المنضبط والبطالة والغلاء والإبتزازبالترهيب والترغيب ، وكل مظاهر الإستغلال والتخلّف .
إن المبدعين أصحاب المواهب ، هم الطليعة الواعية – أو هكذا يجب – من خيرة أبناء شعبنا ، وعليهم يقع العبء الأكبر ، للحفاظ علي الهوية الوطنية المستقلة والمتميزة لهذا الوطن الغالي ، وحريّ بهم ، اليوم قبل الغد ، الإضطلاع بهذه المهمة النبيلة ، بدوافع الإخلاص الدائم والإلتزام التام ، بقضايا وهموم وآلام وآمال شعبنا العظيم في الحياة الحرة الكريمة .
وقد ختمت المقال المذكور ، بقول لأحد معلمي البشرية التقدمية :” إلى الجانب الآخر فليذهب كل المتذبذبين ” .
ومن البديهي ، أن يستلهم مبدعونا ، كل الإضاءات الإنسانية المشرقة ، في الفكر الوطني والقومي والإسلامي والأممي ،ويوظفونها من أجل الإنسان والدعوة إلى الخير والمحبة والسلام .
إضـــــــاءة
أيـهـا الـمـبدعـون يـا خـيـر صاحـبْ إمـنـحـوا شعـبـنـا عـظـيـم الـمواهـبْ
نـوّروا مـن سـرى بـدرب الـمـعـالي حـيـث أنــتــم لـه الـهـداة الـكـواكــبْ
فـبـكـم – مـن جـهـودكم – يـتـجـلّى عـزم مـن كـابـدوا لـنـيـل الـمـطـالبْ
فـاز مـن صـار لـلـحـيــاة حـلـيـفــاّ ويـشـعّ الـضـيــاءَ كـالـنـجـم ثــاقـبْ
نشرة التقدمي مارس