نشرت جريدة الايام بتاريخ 7 /12/ 2008م خبراً بعنوان أن 70% من مدارس البحرين تعاني من تدني المستوى الدراسي ، و ذلك بسبب ضعف المناهج واساليب التدريس ، و من ابرز ما جاء في الخبر غياب الدور القيادي لدى الادارة المدرسية ، خصوصاً المدارس التي تفتقد الرؤية المستقبلية الواضحة في سير عملها وخططها التربوية ، وللعلم أن هذه الدراسة البحثية أجريت على 60 مدرسة فقط من مئات المدارس في البحرين ، والتي لم يشر البحث الى أسماء هذه المدارس أو المحافظة التي تقع فيها المدرسة ، لأننا نشعر بأن هناك مدارس في بعض المحافظات لم تتلق الدعم مثلما هي المدارس في محافظات أخرى.
أيضاً هذا البحث قد أجرى على ستين مدرسة فقط، وظهر أن نسبة الضعف الدراسي فيها 70% فماذا لو جرى البحث على 200 مدرسة ؟!. ثم أن اتهام المدارس بالتقصير بعيدا عن علم الوزارة غير صحيح ،لأن كل ما يجري في المدارس هو تحت رقابة وزارة التربية والتعليم ، حقيقة نحن نؤكد على أن أسباب هذا الضعف الحاصل والذي هو أكثر من ذلك في مدارس المملكة له تاريخ من الإهمال والمبني على أسباب عديدة لا تزال موجودة حتى في فترة الإصلاح السياسي .
أولاً. مسألة المحسوبية والطائفية في انتقاء التوظيف ومن كبار الموظفين إن كانوا في الوزارة أو في مجال كوادر التعليم .
ثانياُ . مسألة الفساد الإداري المتفشي في الكثير من دوائر القرار بدءً من دوائر التدريس .
ثالثاً . ضعف النظرة الوطنية والديمقراطية للعديد من المسئولين وأصحاب النفوذ خصوصاً أصحاب العقلية المحافظة الذين يدفعون في عدم تطوير المناهج الدراسية ثم الإصرار على مناهج متخلفة لا يستفيد منها الطلاب أثناء تخرجهم ناهيك عن ما تكتنفه هذه المناهج من ضعف في التفكير والإبداع مما ينتج من أجيال دون المستوى في حقل المعارف والعلوم الإنسانية الحديثة .
رابعاً . أيضاً هناك مشاكل أخرى تشكل ضغطاً على الطلبة مثل مسألة تكديس أعداد كبيرة تفوق استيعاب الصف ليصلوا إلى 35 طالب وطالبة وأحياناً أكثر، هذا مما يرهق أكفأ المدرسين في توصيل المعلومات بشكل صحيح للطلاب.
خامساً . ضعف المدارس التي تسير على مناهج مدرس الفصل وهل من المعقول إن مدرسة تستطيع أن تقوم بتدريس كل المواد لطلاب الفصل ، بالرغم من أهمية التخصصات في المواد الدراسية ، وأيضا مسألة تأهل المدرسين بشكل جدي لدفع عجلة التطور في مناهج التدريس .
سادساً . مسألة الفصول الخشبية المتناثرة في العديد من المدارس ، هذه الفصول التي لا تحمي من الحرارة في الصيف ولا برد الشتاء ، مما يؤثر على مستوى الطلاب بشكل كبير .
سابعاً . أيضاً عدم تجهيز أكثر المدارس بالمختبرات والورش والمعامل التي يجري فيها النشاط التطبيقي والعملي.
ثامناً . عدم مراعاة ضعف الطلاب والبحث عن أسباب قصورهم أو تخلفهم وعدم الوقوف عند مشاكلهم ذلك نتيجة حتمية للأعداد القليلة للباحثين الأجتماعيين في المدارس ، بالرغم من أن هناك أعداد من الجامعيين قيد العاطلين ، هنا نؤكد على أن البحث الدوري مهم جداً ذلك من أجل التقييم
والوقوف على مكمن الضعف الدراسي الذي قد حصل ومقدار الأخطاء والقصور والتخلف في مستوى التدريس وأسبابه .
لكن في نهاية المطاف ، هل هناك مصداقية من قبل المسئولين للاعتراف بأوجه القصور ومحاسبة المقصرين أو معاقبة من يرتكبون الأخطاء أو الفساد الإداري والمالي التي هي سبب تلك المشاكل في كل المجالات في العديد من المؤسسات والوزارات الحكومية ومنها وزارة التربية والتعليم .
نشرة التقدمي فبراير