لا أفهم أن يكون تنظيماً ما يساريا دون أن يدافع عن حقوق الناس, ويتبنى مطالبهم, ويخفف آلامهم, وينادي في كل مكان باسمهم. لا افهم أن تكون هناك قيادة لتنظيم يساري لا تؤازر الناس, ولا تدخل قراهم ولا منازلهم, اياً كانت هذه القرية وأيا كان هذا المنزل.
أليست هذه أهم مبادئ اليساريين في جميع أنحاء العالم, يطالبون بحماية أرزاق الناس, ويرفعون شعارات الفقراء والعمال والفلاحين والصيادين.
إذا لم يكن هذا التنظيم يدافع عن الناس فلا معنى له ان يدعي اليسارية, وإن كان حقاً يعتمد على هذه المبادئ فإن اليسارية تدعوه أن يكون في سترة وفي الحد, في الدراز أو قلالي, لأن الطائفية لا تتخلل إلى جسمه, لأن كل خلاياه التنظيمية لم تعرف يوماً ما قطرة من المياه المتشابهة مع أطياف اخرى, إذا كانت هذه القطرة بها شائبة واحدة بعيدة عن الوطنية والانتماء الوطني, ومعكرة بالطائفية.
وهذا محل فخر لتنظيم له تاريخ سياسي فاق الخمسين سنة, لم يحمل على ظهره إلا آلام الناس وأحزانهم, ويدافع عن أراضيهم, ليس من الآن فحسب, بل مازال أعضاء كتلة الشعب موجودين على قيد الحياة, ويمكن ان نسألهم لماذا أصروا على فتح ملف الأراضي وتسجيلها.
ان «اليسار» لا يتهاون في الدفاع عن أي مكان لرزق الناس, ومستعد ان يمد يده وتتشابه مياهه في الدفاع عن الناس, دون ان تخالجه قطرة عكرة تدعى الطائفية. اليسار هو الجسر بين المذاهب, ولكنه لا يمكن ان يتغاضى عن ما يحرم الناس أرزاقهم. عندما نضع أيدينا مع أيدي الناس وننزل من بروجنا سنستشعر آلامهم, فشتان بين من يده في النار ومن يده في الماء.
الأيام 21 فبراير 2009